Wednesday, May 24, 2017

الافتتاحية : ما الخطأ الذي ارتكبه ملك الاردن حتى يتطاول عليه ( مصححا ) ملك الاستخراء السعودي

عرب تايمز – الافتتاحية
يكتبها اليوم : د. أسامة فوزي
 لا ادري ما هو الخطأ ( اللغوي ) او ( الفقهي )  الذي وقع فيه ملك الاردن في كلمته التي القاها في مؤتمر الرياض حتى يعقب عليه ملك السعودية مصححا .. فكلمة الملك عبدالله تكاد تكون الكلمة الوحيدة في مؤتمر الرياض التي صيغت بعناية لغوية والقاها الملك ( صح ) دون ان يقع في اي خطأ او لحن اسوة بالاخرين بما فيهم الملك السعودي الذي بالكاد يحسن فك الخط
في بداية كلمته  في مؤتمر الرياض قال الملك عبدالله الثاني بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين ... وبعد انتهاء الملك عبد الله من كلمته، عقب الملك سلمان: قائلا: أقول لجلالة الملك عبد الله، اللهم صلي على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العلمين إنك حميد مجيد
لغويا .. وفقهيا .. ودينيا .. الملك عبدالله لم ( يغلط ) ... حتى يتنطع ملك السعودية بهذا الشكل فيعقب عليه في عملية مزايدة واضحة على الملك الاردني الذي قرأ خطابه بلغة عربية سليمه رغم ثقافته الغربية .. لا بل انه كان الاكثر اجادة للعربية من جميع الذين خطبوا في المؤتمر .. وارتكبوا السبعة وذمتها في اللغة العربية وفي فنون الخطابة واساليبها وعلى راسهم الملك السعودي نفسه
هذا يعود بنا الى كلمة الشيخ هليل مفتي الاردن السابق والتي عزل من منصبه بسببها ... فالشيخ هليل  رغم كل ما سبق ونشرناه ضده من قبل ... الشهادة لله انه  وضع اصبعه على الجرح الاردني موجها الاتهامات لدول النفط التي ( مصت ) دماء الاردنيين ... وتترك الاردن يواجه مصاعب اقتصادية خطيرة بعد ان تحولت المملكة الى معسكر كبير لاستقبال ملايين اللاجئين العرب في وقت لا تسمح فيه الامارات ولا السعودية بدخول لاجيء سوري واحد اليها حتى ان ترامب نفسه اشار الى هذا في تغريداته وقبل ان يصبح رئيسا

بل ... وتسعى دول النفط الى توريط الجيش الاردني في حرب مع رفيق دربه وجاره الجيش السوري ... وتمارس ابتزازا واضحا للاردن والاردنيين على خلفية معاناة الاردن الاقتصادية التي تسببت بها دول النفط اصلا ... لانها وقفت ولا تزال  تقف وراء الازمة الانسانية في سوريا ولجؤ الملايين الى الاردن الذي وجد نفسه ادبيا وانسانيا ملزما بهؤلاء الملايين وهو الذي بالكاد يتمكن من توفير لقمة الخبز لمواطنيه
بصراحه ....  الشيخ هليل معاه حق .. بل واثبت انه بعيد النظر حين شخص الوضع ( صح )  لان انهيار الاردن ستطير بعده رؤوس من حكام المنطقة التي تعتمد اصلا على استقرار هذا الكيان الصغير الذي ضخ منذ الستينات خيرة شبابه لبناء وتعمير دول النفط .. ولا تكاد تجد مسئولا نفطيا واحدا هذه الايام لم يتلقن مباديء (  راس روس ) على يد مدرس اردني
تطاول ملك السعودية على الملك الاردني بهذه السماجة .. والرجل في ضيافته .. ولم يرتكب غلطا لا في النص ولا في اصول البروتوكول ... محاولة سمجة للمزايدة على رأس الدولة الاردنية .. وتأتي من رجل بالكاد يحسن  هو واخوانه الملوك السابقين واللاحقين فك الخط ... ولنا في خطاب الملك سلمان نفسه نموذجا ... الخطاب الذي تحدث فيه عن ( الاستخراء ) .. حتى لقب على مواقع التواصل الاجتماعي بملك الاستخراء ... وهذا رابط له
https://www.youtube.com/watch?v=YWnVuefgSa8
شخصيا .. لا استبعد ان ينفجر المواطن الاردني في وجه ملوك النفط .. وان يلعب اوراقه التي سبق ولعبها الملك حسين خلال  حرب الكويت يوم وصف بلاد النفط بارض العطش ... واتخذ موقفا من الحرب مؤيدا لصدام  جعلت شيوخ النفط يهرولون شاكين باكين الى واشنطون لانهم يعلمون ان الاردن على فقره  قادر  على خربطة اوراق اللعبة ... لو اراد
صدقوني ... لو مد ملك الاردن يده الى دمشق وبغداد مصافحا ... لانهارت عروش الشيوخ والسلاطين والامراء .. الذين رايناهم ينثرون مئات المليارات على قدمي ترامب  طلبا للود وخوفا على عروشهم .. بينما يتحججون بعدم القدرة على دفع بضعة ملايين للخزينة الاردنية الخاوية التي تسببوا هم اصلا  بمشكلتها
فهل يفعلها ملك الاردن ... ويعيد  خلط الاوراق .. ويضع النقاط على الحروف .. على الاقل كما فعل والده من قبل حين هز العصا لشيوخ النفط خلال حرب الكويت فنخوا ... واعادوا الاف الموظفين الاردنيين الذين تم طردهم خلال الحرب من دول الخليج 

No comments:

Post a Comment