د. كاظم ناصر / بانوراما الشرق الأوسط
* فوجىء المراقبون بتعيين القائد السابق للجيش الباكستاني
راحيل شريف قائدا عاما لقوات ” التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ” لأنه من المعروف
عن الدول الراعية لهذا التحالف أنها لا تسمح لضابط من غير ضباطها بقيادة قواتها ، فلماذا
قامت بهذا التعيين الغير متوقّع لباكستاني لا يتكلّم العربية ، ولا يعرف الكثير عن
ثقافة المنطقة لقيادة تحالفها العربي الإسلامي ؟
* لقد مضى على بدء حرب اليمن حوالي سنتين ولا يبدو
في الأفق أن نهايتها قريبة . هذه الحرب التي يقتل فيها عرب عربا ، ومسلمون مسلمين لا
تخدم مصالح الأمتين . إنها حرب ظالمة دمّرت اليمن وشرّدت وجوّعت أهله .. بأسلحة وجيوش
وأموال عربية وإسلامية … ، وبمباركة ومساعدة أمريكية إسرائيلية .
* واحد وأربعين دولة عربية وإسلامية إنضمت إلى هذا
التحالف وفشلت جيوشها الجرّارة المزوّدة بأحدث الأسلحة ، وطائراتها التي شنت آلاف الغارات
الجويّة على مدن اليمن في تحقيق النصر وفرض الحل السياسي الذي تريده هذه الدول للنزاع
. إن دول الخليج المموّلة الرئيسية لهذه الحرب ، والمشاركة فيها بجنودها وأسلحتها تعاني
من مشاكل إقتصادية هائلة بسبب تكاليفها الباهظة ، ونتيجة للإنخفاض الكبير الذي طرأ
على أسعار النفط خلال العامين الماضيين
* دول” التحالف الإسلامي ” وخاصة الخليجية منها في
ورطة لا تعرف كيف تخرج منها . لقد تبين لها أن هذه الحرب سيطول أمدها ، وإن النصر فيها
غير ممكن التحقيق ، وإن اليمنيين فتحوا جبهات أخرى حدوديّة مع المملكة العربية السعودية
لم يحسب السعوديون لها حسابا ، وإن المواطن العربي والخليجي المثقل بجراحه وانقساماته
وسوء أوضاعه السياسية والإقتصادية ليس راضيا عن هذا العبث بمصيره ، وقد ينفذ صبره وينفجر
في وجه حكاّم الدول المشاركة في هذه المأساة العربية – العربية .
* تعيين الجنرال راحيل شريف قائدا عاما لقوّات التحالف
لن يغيّر من الأمر شيئا ولن يقود إلى نصر ، بل إنه من المرجّح إن الجنرال سيفشل ، وستخسر
دول التحالف هذه الحرب . القضية هنا هي ليست قضيّة من يقود هذه القوات ، بل هي في كون
هذه الحرب عدوانا لا مبرّر له على الشعب اليمني المسلم الذي يعرفه العالم كشعب قبلي
مسلّح شديد التمسك بكرامته وكبريائه ، ولم يرضخ لعدو في تاريخه .
* قد يكون تعيين الجنرال شريف في هذا المنصب تكتيكا
الهدف منه تملّص دول الخليج وعلى رأسها الدولة القائدة للتحالف من مسؤولية الهزيمة
المتوقّعة ، ومن ثم وضع اللوم على عاتق الآخرين وإستخدام شريف ككبش فداء ! نحن لا نعترف
بأخطائنا ، والقادة العرب أساتذة في تبرير إخفاقاتهم وخداع شعوبهم ، ولهذا يمكن القول
أن هذا التعيين جاء لتوسيع أسلمة القيادة إستعدادا للهزيمة ومحاولة للهروب من إستحقاقاتها .
* وأخيرا نتمنى لو أن هذا التحالف الذي يضم 41 دولة
بجيوشه الجرّارة وطائراته وتمويله الباهظ كان تحالفا معبّرا عن إرادة الشعوب العربية
والإسلامية ، وتم تشكيله من أجل تحرير القدس التي مضى عليها أكثر من سبعين عاما وهي
تصرخ وا إسلاماه ولا من مجيب ! الدول الإسلامية التي تفرّط بالقدس وفلسطين ، ولا تفعل
شيئا لتحرير أراضيها المحتلة ، لا يمكن أن تكون وفيّة لمواطنيها وحريصة على سلامة أوطانها
، وإن حروبها الحاليّة ليست إلا جرائم ترتكبها ضد شعوبها ووجودها !
No comments:
Post a Comment