Sunday, July 31, 2016

مقال رائع لزميلنا الكاتب الكبير طوني حداد بعنوان: الرسالة الايرانيه :”لن تمرّوا”..

 طوني حداد
أكد وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” أن الكيان الصهيوني ونظام آل سعود أنفقا أموالا طائلة للترويج لحملة “إيران فوبيا” مشيرا إلى أن جرائمهما باتت تتضح أكثر بعد فشل هذه الظاهرة.
وقال ظريف خلال لقاء مع الجالية الإيرانية المقيمة في غانا : “إن الكيان الصهيوني ونظام ال سعود قاما بمحاولات واسعة خلال السنوات الماضية لإظهار صورة قاتمة وغير حقيقية عن إيران للتغطية على جرائمهما وسياساتهما القاصرة وليجدا سبيلا لترويج ظاهرة التخويف من إيران” مؤكدا تبدد غيوم هذا التخويف خلال السنوات الماضية.
وأضاف ظريف: “إن تعاون وتحالف الكيان الصهيوني والنظام السعودي يتضح يوما بعد يوم ولا يمكن التستر عليه” مشيرا إلى أن العالم أدرك اليوم أن خطر الوهابية هو الخطر الرئيسي الذي يهدد العالم بالتطرف.

هذه التصريحات أطلقها السيد “ظريف” منتصف الأسبوع الفائت من العاصمة الغانيّة “أكرا” المحطة الثانية في جولته على أربع دول في غرب أفريقيا تشمل نيجيريا وغينيا وكوناكري.
وفي سياق متطابق وفي خطابه بذكرى أربعين الشهيد القائد ” مصطفى بدر الدين” اشار سماحة السيد حسن نصرالله الى القضايا ذاتها , قضية السعي السعودي المحموم والمشبوه لاختراع عدو بديل عن العدو الصهيوني وهو الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه وتمهيده للتطبيع مع “اسرائيل” كحليف افتراضي في مواجهة عدو مشترك هو “ايران” , وفي خطابه الأخير أول أمس حدّد سماحته أساس وأسّ الشر التكفيري الاجرامي المتمثل بداعش والنصره وأخواتهما بالمنبع العقائدي الشاذ الذي تدين به عصابة بني سعود وهو “الوهابيه”.
تصريحات رئيس الدبلوماسية الايرانية على أهميتها ووضوحها وتشخيصها الدقيق للداء ليست هي بيت القصيد في الزيارة الايرانية لإفريقيا ..
بيت القصيد في الزيارة بحدّ ذاتها, في التحرك الايراني النشيط تجاه القارة السمراء للوقوف في وجه المحاولات الاسرائيليه للتغلغل والتأثير والاستفراد بدول افريقيا “الفقيرة الغنيّه” ,ولنتذكّر ان رئيس وزراء الكيان الغاصب “نتنياهو” قام مطلع الشهرالمنصرم بجولة افريقيّة شملت أربع دول تقع على حوض النيل وقام -وبلغة أمر عمليات متغطرسه- باستدعاء قادة ورؤساء عدة دول افريقيه اخرى لملاقاته في “اوغنده.” ليحاضر فيهم ويؤدي دور المعلّم الواعظ المرشد ويعطي للأفارقه دروساً في ما سماها “عظمة اسرائيل” ونجاحاتها العلمية والتكنولوجيه في شتى المجالات وليخلص الى مايشيه القرار مستغلاً الفراغ والغياب العربي عموماً والمصري خصوصاً بأن “اسرائيل” هي الشريكه المثاليه لافريقيا .
أحد أهداف زيارة “نتنياهو” لافريقيا كانت التمهيد لاستلام مفاتيح النيل من “اثيوبيا” التي لاقى فيها احتفاءً حاراً وخاصاً .
هذه المفاتيح التي -فيما لو صارت بحوزة اسرائيل- ستُنصّب الصهاينه أولياء على الشعب المصري وبيدهم حياته ومماته عبر قطع أو وصل شريان حياته “النيل”وذلك من خلال الوصايه التقنيه والفنيه على سد “النهضه” الاثيوبي قيد التشييد, السدّ الذي سيكون بمثابة الكارثه على مصر وشعبها وخصوصاً فلاحيها “4 مليون فلاح سيفقدون مصدر رزقهم نتيجة الجفاف” اضافة لانخفاض يقدر ب40 بالمئه من انتاج الكهرباء التي أساساَ بوضعها الحالي لاتكفي نصف حاجة مصر .
ماذا فعل العرب العاربه والأعراب ؟
ماذا فعلت القياده المصريه؟
بدل أن يقوم العربان “جماعة الرز” والقياده المصريه بإيفاد الوزراءَ والمسؤولين الى افريقيا لتلافي هذه الهجمة الصهيونيه وتطويق آثارها وأخطارها عبر التفاهمات أو “رشّ الرز السعودي” على “افريقيا” صاحبة العلاقه لسحب البساط من تحت أقدام دولة الاحتلال ذهبوا هم وبكل خسّة وهوان لينبطحوا تحت هذه الأقدام , أرسل صاحب نظرية “العلاقات الدافئه مع الوحوش” الجنرال “السيسي” وزير خارجيته “سامح شكري” الى فلسطين المحتله ليتوسّل وساطة “نتنياهو” في موضوع السدّ الاثيوبي والاستعانة بالعلاقات الاسرائيلية الوثيقة مع دول حوض النيل التي ارست دعائمها الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي لتقليص خسائر مصر، والتمهيد لزيارة الأخير الرسمية المتوقعة الى القاهرة “وبالحضن يابيبي” .
أما ايران الدوله الاقليميه الكبرى التي تحترم مكانتها وسيادتها وكرامة شعبها وترفض أي تطاول على هيبتها فقد تصرفت بوازع من مبدئيتها ودورها الذي لايملك ولايجرؤ أحدُ في العالم تجاهله..
أرسلت الجمهورية الاسلاميه الايرانيه وزير خارجيتها الى إفريقيا ليشرح للقادة الأقارقه حقيقة الموقف الايراني المبدئي المقاوم لمشاريع الهيمنه الامبرياليه على الدول الفقيره من جهه – على سبيل المثال :اميركا دشّنت قاعده عسكريه لها في السنغال منذ بضعة ايام- و من جهة أخرى ليعلن السيد “ظريف” -وبكل شجاعه- باسم ايران ومحور المقاومه من قلب افريقيا ومن حيث ظنّ الصهاينه بأن طاب المقام لهم بأن :
“لن تمرّوا” . بانوراما الشرق الأوسط

No comments:

Post a Comment