Tuesday, May 10, 2016

المؤامرة… و إرادة التحدّي

محمود كامل الكومى خاص: بانوراما الشرق الأوسط
القوات الأمريكيه فى اليمن أمر واقع……….
اِعلان واشنطن مؤخراً ارسال جنودها وحاملة طائراتها “روزفلت” والعديد من الفرقاطات والسفن البحريه الى اليمن , لايغير من الواقع شيئاً, واٍن بدا انه يغرد خارج سرب سياسة مفاوضات الكويت .
فيما يؤكد على أن المفاوضات تُستغل من جانب الخليجين والأتراك بالتماهى مع أمريكا – كتيكتيك- لتعبئة القوات المواليه لها وأعادة تنظيمها ومدها بالعتاد والعمل على توحدها لشن هجمات على الخصم الذى بدى أنه حسن النيه معتقداً أن أنتصاراته وصموده جديرين بفرض شروطه على مائدة مفاوضات السلام – كما حدث فى مفاوضات جنيف 3 بين الحكومه السوريه والمعارضه الخانعه لآل سعود واردوغان , وكما يحدث الآن فى الكويت بين الحوثيين والجيش اليمنى من جهه وأتباع هادى من جهه أخرى .

فى كلتا الحالتين : مارينز فى سوريا وطائرات سلاح الجو الأمريكى فى سمائها, تحت غطاء حماية الأكراد من داعش , فيما يبدو أنه تمويه مع حكومتى السعوديه وتركيا لتوحيد المعارضه المسلحه ومدها بكامل الدعم المخابراتى واللوجستى , ومعارك حلب تشهد على الخسه من جانب التحالف الأمريكى وحسن النيه المفرطة من جانب روسيا وايران .
فى الحاله الأخرى : حاملات طائرات أمريكيه تجوب خليج عدن ومارينز فى قاعدة “العند” – أتفق على تواجدها فى أجتماع مجلس التعاون الخليجى مع أوباما – والغطاء محاربة تنظيم القاعده فى حضرموت وتطهير المكلا من أفراده .
فيما يثور التساؤل , لماذا ساهمت قوات التحالف السعودى فى حربها لتدمير اليمن على السماح للقاعده بالتمدد فى كل الأراضى التى سيطر عليها التنظيم ؟ لكن يبقى لكل ذى عينين أن يدرك أنها المُحلل للتدخل الأمريكى الذى باتت بوادره تلوح فى الأفق , فيما يبدو التخوف من المجهول الذى ينتظر اليمن قد أصبح واقع الآن .
وكأننا لانعى درس العراق وليبيا وحتى من خارج السياق العربى فيما تبدو عليه أفغانستان , والخطاب موجه الى فئة من الشعب العربى التى مازالت متمسكه بعروبية نظام الحكم السعودى وبدور لمجلس التعاون الخليجى فى أقتصاديات دولها العربيه .
فى العراق المبكيات , المضحكات ..
بعد فضائح القوات الأمريكيه فى “أبو غريب” – وتفكيكها للجيش العراقى , وفصل أكراده حتى لو تحت غطاء وهمى من دوله فيدراليه , وفى ظل تماهى مع أسرائيل الصهيونيه , ورعاية أمريكا للأرهاب الداعشى الذى يمزق أحشاء العراق – تعود القوات الأمريكيه والمارينز من جديد بطلب من الحكومه العراقيه أو بسكوت – لايهم – لنعيش فاصل من المضحكات , حين يعلن أن الهدف هو التصدى لداعش!!
وحين لايدرك البعض من شعبنا العراقى والعربى ,حقيقة عودة الأمريكان وعمالة الحكومات يتجسد البكاء .. فتلك قمة المأساه..
فهل ننتظر العراق دويلات سنيه , شيعيه , كرديه على أقل تقدير ؟!!
فى اليمن ومع معطيات الأنزال الأمريكى والسيطره على خليج عدن من خلال البحريه الأمريكية , وتهجير سكان ذات أصول يمنيه شماليه من المناطق الجنوبيه .. تضحى بوادر التقسيم .
وتبقى المصيبه أكبر حين لم يدرك البعض من اليمنين القوميين والناصريين أن حكام السعوديه والخليج من يستبيحون أرض اليمن ويمهدون الطريق للقوات الأمريكيه لتقسيم يمننا , متناسين أن ” جمال عبد الناصر قد ذهب اليه عروبيا فحمى ثورته من غدر آل سعود وأعطى الأمل للجنوب اليمنى حتى تحرر من الأستعمار البريطانى مجسداً لوحدة التراب اليمنى.
حين يتعامى النظام المصرى عن حقائق التآمر الأمريكى الخليجى الصهيونى , ويتنازل عن ريادة الدوله المصريه على لسان وزير خارجيته وتصريح رئيسه أن مصر شبه دوله , يصير التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير للسعوديه فى السياق – ويبقى لقاء الأمير تركى رئيس الأستخبارات السعوديه السابق و” عشقى” ومسؤلين سعودين مع العديد من الصهاينه الأسرائيلين , معلنين أن أمن الدول العربيه مع أسرائيل وتقدمها كذلك فى يد العدو الأسرائيلى , نفهم أن الجزيرتين هم هديه لأسرائيل للسيطره على خليج تيران , وأن تواجد حاملات الطائرات الأمريكيه فى خليج عدن وعلى مقربه من باب المندب يصير من المؤكد أن البحر الأحمر سيصير بحيره أمريكيه صهيونيه تهدد الأمن المصرى وتلغى وجود قناة السويس .
لكن مايستعصى على الفهم أن يؤيد البعض ممن هم محسوبون على الشعب المصرى وقواه السياسيه أن الجزيرتين سعوديتين !!! واقع الحال يقول أنهم “كالدبه التى قتلت صاحبها ” فهل يريدون لمصر الحصار والخراب ؟!!
نفهم تدخل “أردوجان” السلبى فى الشأن العربى وخاصة السورى ,أنه من أجل أطماعه وقوميته العثمانيه – ونفهم تدخل ايران الايجابى خاصة فى الشأن السورى ,أنه من أجل الدفاع عن قوميتها , لكن لانفهم الدور السعودى الخليجى خاصة فى الشأن السورى اِلا أنه لتدمير القوميه العربيه التى تدخل ضمن حدودها دولهم , وان كنا نفهم أن ذلك يتسق وأسر الحكم فيها التى نصَبَها الأستعمار على دولها لتكون شوكه فى حلق أمتنا العربيه.
آذان التاريخ تؤكد وعيونه تشهد أن الأمن القومى المصرى هناك عند حدود سوريا ..
لذلك يستعصى على الفهم عدم تنسيق النظام المصرى مع النظام السورى ,من أجل أنقاذ سوريا – ويبقى مستعصياً – أن النذر القليل ممن هم ممنتسبون للشعب المصرى وقواه السياسيه – فهم منطقهم فى العداء لسوريا -الجيش والنظام- الذى يكافح من اجل سوريا موحده.
وفى الأخير تبقى حقيقة الأدراك الجمعى للشعب العربى للمؤامره الأمريكيه ,الخليجيه, الصهيونيه أنها أولا وأخيراً تبغى تشرذمه وتفتيت أرضه ..إربا ً..إربا ً.
فماذا بعد الإدراك ؟..
الإدراك لايعني اِلا حالة واحده ووحيده ..أننا عقدنا العزم على التصدى..لأن شعبنا العربى يملك من ايمانه بالله وايمانه بنفسه مايمكنه من فرض أرادته على الحياه التى يتحدى بها الواقع المرير , ليصوغها من جديد وفق أمانيه .

No comments:

Post a Comment