Wednesday, April 27, 2016

وفاء الأحرار 2

 ورقة من باريس يكتبها ذ أمين بنعبيد 
 عندما يتكلم الرجال تهتز الجبال وأي رجال نتكلم عنهم اليوم في زمن قل فيه الرجال.هي حكاية الآلاف من الأسرى الفلسطينين الذي يقبعون في سجون الإحتلال.إنتظروا كثيرا وتأملوا كثيرا وإشتاقوا كثيرا لحرية طال إنتظارها.هناك منهم من فاق العشرة سنين في أسره.وهناك منهم من إستسلم للأمر الواقع.وترك مصيره لدى الإحتلال يتحكم فيه.لأن الأسرى أدركوا أن هويتهم العربية تخلت عنهم وهم منسيون من العالم.وخاصة من الأشقاء العرب.كثيرون هم من الأسرى الذين أصيبوا باليأس والإحباط.وتبخرت أحلامهم بمعانقة الحرية وأدركوا أن الأسر لا مفر منه.فهو بيتهم وحياتهم لا بد منه.لكن الصبر والإنتظار لا بد أن يليه فرج.والأحلام عادت تراود الأسرى بعد الصفقة التاريخية لوفاء الأحرار التي قادها الشهيد الراحل'محمد أحمد الجعبري' والتي بعثت الحياة من جديد لآلاف الأسرى التواقين للحرية.وأدركوا أن مفتاح الحرية واحد فقط.وهو موجود في أرضهم ولدى رجالهم.وأن لا أحد سيمنحم الحرية سوى مقاومتهم الباسلة في أرض الرجال الأشباح.هي فصائل المقاومة وحدها التي تملك المفتاح السحري الذي سيجعل سجون الإحتلال فارغة من الأسرى.وكبرت الآمال والأحلام لدى الأسرى وعائلاتهم بعد الحرب الأخيرة التي أعلن فيها بأسر جندي إسرائيلي من طرف النخبة القسامية.والخطاب الناري الذي ألقاه الصاروخ الناطق بإسم المقاومة 'أبو عبيدة' بعد الحرب.وخصص حيزا كبيرا فيه للأسرى.وقال أنها قضية المقاومة الأولى من كل شيء.وأكد ذالك بوعده للأسرى أن وقت حريتهم أصبح مسألة وقت لا أكثر.هذا الكلام أحيا كل الأسرى الذين أصابهم اليأس.وجعلهم يعيشون أحلاما وأماني جديدة.الأيام تمر والأسرى يسمعون في كل مرة ما يثلج صدورهم.ويتأكد لهم أن وعود المقاومة ستتحقق.وكل الأخبار القادمة من قطاع غزة تبشرهم بفرج طال إنتظاره.خاصة التطور الملحوظ في الأشهر الأخيرة التي شهدت بيانات تؤكد كل ما تقوله المقاومة.وكل أسير ينتظهر ظهور 'أبو عبيدة'على أحر من الجمر لأخباره السارة وكلامه الموجه لهم الذي يبعث فيهم حياة جديدة.ظهور 'أبو عبيدة'يعتبر بشرى وفأل خير لكل فلسطيني.وخاصة ظهوره الأخير مع صورة لأربعة جنود إسرائيليين أسرى لدى المقاومة في قطاع غزة.من بينهم'شاؤول آرون'و'هلدار غولدن'و'جلعاد بن حاييم'وآخر لم نتعرف على إسمه إضافة لجندي خامس ليس له صورة.هذا الخبر الذي لم يصدقه حتى الفلسطينيون نفسهم وجعل الجميع يتنبأ بصفقة تاريخية  ستجعل سجون الإحتلال شبه فارغة.ورفعت سقف الأحلام والحياة للأسرى.وأكدت أن المقاومة ستفي بوعدها.لأنها تمتلك المفتاح الذهبي لسجون الإحتلال.وزاد ضغط عائلة الجندي.شاؤول آرون.على الحكومة الإسرائيلية بعد تقديمها لملف تقول فيه أن الجندي مصاب بالسرطان ويحتاج للعلاج.وسعي إسرائيل لإستعادة جنودها.وهي تعرف أنه لا توجد طريقة لذالك سوى صفقة لتبادل للأسرى.هي كلها مؤشرات تدل على إقتراب وقت الفرج للآلاف من أسرانا الصامدون.وفي آخر الأخبار المسربة تقول أن هناك وساطة تركية قطرية أردنية بطلب إسرائيلي للتنسيق لعملية تبادل الأسرى.لكن لا أحد يمتلك المفتاح السحري سوى النخبة القسامية التي تعرف ماذا تفعل وماذا تريد .وتفرض شروطها على الكيان المحتل.هي حرية سينالها الأسرى في المستقبل القريب.جزاء لصبرهم وثقتهم في مقاومتهم الباسلة.والحرية مسألة وقت لا أكثر.وربما نشاهد 'مروان البرغوثي'و'بسام السايح 'و'جمال أبو اللهيجا' ضمن الأسرى المحررين الذين طال إنتظارهم.هو يوم سيكون عيدا تاريخيا لكل فلسطين ننتظره على أحر من الجمر كما ينتظره الأسرى.لكننا نترك الكلمة للمقاومة التي تدري ما تفعل ومتى تفعل.التي نستبشر بها خيرا في القريب العاجل.فصبرا صبرا يا أيها الأسرى الأبطال الصامدون.فيوم الفرج ومعانقة الحرية آت لا مفر منه.وفي أقرب وقت بإذن الله.ففلسطين بيد الفلسطينين وحدهم وليس بيد العربان الذين خربوا.فتحية لرجال المقاومة الأبرار وتحية لكل أسير في سجون الإحتلال. وتحية لغزة منبع المعجزات والمفاجآات وموطن الرجال الأشباح. 

No comments:

Post a Comment