Friday, June 6, 2014

محاكمة ابدوح أهي ،، محاكمة تاريخية،، أم هي مجرد تصفية حسابات سياسية ؟

  ذ. محمد كوحلال عدسة ياسين أومغار 
أشخاص يعدون على رؤوس الأصابع خلال وقفة امام محكمة الاستئناف ، بعيدا عن الشارع المراكشي حلل وناقش عزيزي القارئ ،ة ،
انعقد بمحكمة الاستئناف  يوم أمس الخميس الجلسة  التي كانت مسطرة للبحث في قضية هي الأكثر تعقيدا  و التي يلعب دور البطولة فيها الاستقلالي ، عبد اللطيف ابدوح , الذي كان مؤازرا بفريق كبير جدا من المحاميين من مراكش و أغادير.
 وقد تناوب الدفاع  من خلال مداخلات مطولة، بعضها شابته الغرابة و العجب، و منهم من صور القضية على أنها محاكمة تاريخية،  لكون رئيس جماعة حضرية يحاكم بسبب تبديد أموال عامة ، معللين الأمر بالشفافية  و متناسين ان مراكش قد شهدت محاكمات من العيار الثقيل.
 هيئة الدفاع كانت تصب في قالب واحد وهو ان المتهم بريء مما نسب إليه و ان جناية تبديد الأموال غير متوفرة، في وجود ملف ضخم من  الأدلة الدامغة ، اختاروا له اسم  مجلد وسوف يضعونه رهم اشارة المحكمة للاطلاع عليهم.  
في حين كان كل محامي من خلال مرافعته يقدم وثيقة  تلو الأخرى، من  خبر منشور على منبر  اعلامي بل ان  احدهم وضع جريدة بكاملها أمام جناب رئيس الجلسة . ولا نخفي أننا أصبنا بالغربة لكون الجلسة كانت عبارة عن منبر للخطابة ، و كأننا في العصر الأموي الزاهر بهذا النوع من الأدب الرفيع.
بدليل ان احد السادة من فريق الدفاع ، روج تلك المقولة لاحد جهابذة العصر الاموي.
و يقول صاحبها و لاداعي لذكره،  لانه كان يروج للعنف لا للسلم ، و سجلنا هذه الهفوة الكبيرة لدفاع أبدوح ... يقول ذلك الاموي صاحب السيف دون رأسين ...
،، لقد حان الوقت لقطف رؤوس قد أينعت ،، 
و حول ثمن بيع مؤسسة الكازينو بمبلغ زهيد جدا  لا يتعدى600  درهما ، عللت هيئة الدفاع ان الثمن جاء بموافقة كل أعضاء المجلس أي المستشارين. و تناسى الدفاع ان الرئيس ليكون رئيسا يلزمه أغلبية ،و هي المسيطرة على كل قرارات المجلس.  و الأمر الغريب الذي جلعنا نحس بغليان داخلي بدم يفور  ، بعدما استرسل  احد المتدخلين من فريق دفاع ابدوح هو تكرار تلك  اللازمة المعروفة،،  ان التعادل في التصويت يحسب صوت الرئيس بمثنى ،،  و كان المحامي يتكلم عن جمعية من نسيج المجتمع المدني، و ليست هيئة منتخبة تمثل مجموعة  من الألوان السياسية باغلبية و معارضة ...
و من خلال باقي  المرافعات تابعنا باستغراب  شقيق التعجب في الرضاعة ، ان احد المحامين علل تهمة تبديد أموال عامة ،  ان الدولة  من خلال ذالك الثمن البخس، الذي كان من حظ الشركة التي فازت،، بصفقة العمر ،، إنما تشجع الاستثمار، كونها وافقت على تمرير المشروع بوصفها سلطة الوصاية.  و تابع احدهم بضرورة تطبيق الفصل  129  أي بمعنى على المحكمة ان تستدعي كل طرف ساهم في هذه العملية حتى الوزراء .
 احد اعضاء فريق ابدوح الدفاعي  ،  استغرقت مداخلته خمسة و أربعين دقيقة، دون أن تكون معززة بوثائق فقط كان الإطناب و التكرار و العودة إلى البداية و هي نفسها النهاية المطالبة بتبرئة المتهم  مما نسب إليه. مع مقدمة طويلة  عن منجزاته أبدوح و إن اختلفت الكلمات من مدافع إلى آخر، لكن المعنى واحد موحد بين فريق الدفاع الذي فاق عشرة محامين. بالإضافة إلى الهجوم الكاسح على ممثل النيابة العامة و قاضي التحقيق.
لقد عشنا أطوار الجلسة يتناوب الدفاع في أخذ حقه في الدفاع دون أن يكون للدفاع أي ترسانة  من الأدلة لتبرئة المتهم، اللهم رفع شعار مرات و مرات من قبل كل المتدخلين  من خلال ترسانة من الالدلة سوف تجمع في مجلد  .
 انتقل الدفاع إلى تجزئة سينكو و سيدي عباد و توبقال. دون الخوض في تفاصيلها و حاول الرد على الخصم بان من اتهم ان ابدوح بامتلاكه لستة شقق كهدية لموافقة على وضع تأشيرة البناء،  أي الترخيص مجرد هراء ليس الا ...
 ويؤكد  الدفاع  بثقة عالية انه تأكد له مما لا يدع الشك، ان المتهم لا يملك أي شقة. إنها  قضية كخيوط العنكبوت متشابكة،  و إن كان الدفاع يركز على الرئيس الحالي الذي اخذ مكان ابدوح في إشارة إلى بن عبد الله , ومحاولة الدفاع جره إلى المحكمة علما ان هذا الأخير ليس له أي صلة، لا بتجزئة سينكو و لا توبقال و لا سيدي عباد. بل ان الدفاع مدافع شاب قال بصوت عال:
 اننا لا شان لنا بالسياسية،  و في نفس الأمر يشيد بحزب كبير،  في إشارة إلى حزب الميزان الذي ينتمي إليه المتهم , مرفقا تدخله بكم كبير من الانجازات التي حققها أبدوح  خلال قيادته ، وتناسى المدافع الشاب ، ان لجان الداخلية زارت مراكش،  مرات عدة لغرض التفتيش و قلب ملفات المجالس المنتخبة. و   تناسى صراخ الاعلام المحلي والوطني حول تدبيرمالية الجماعة على عهد ابدوح . و لا حظنا ان احد فريق هيئة الدفاع،  حاول تسييس الملف و رد الامر الى النيابة العامة لينتقل الدفاع الى رمي شباك الاتهام مرة أخرى على مكتب  قاضي التحقيق ، واصفا تحقيقه بالناقص و الغير المنصف من خلال اعتماد قاضي التحقيق في بحثه  على قرص مدمج.
لقد حاول الدفاع و هو فريق وصل عدده إلى عشرة محامين،  تبرئة المتهم من جريمة تبديد أموال عامة و حاول احد المتدخلين  جر النيابة العامة  إلى معترك الشد و الجدب ، عندما قام احدهم باتهام ممثل النيابة العاملة انه يحاول تسييس القضية،  بالتنويه بالرئيس الحالي بن عبد الله ، الأمر الذي لم نسمعه إطلاقا،  و تلك كانت حيلة من دفاع ابدوح لكنها لم تنطلي على ممثل النيابة العامة،  لينتفض هذا الأخير في وجهه ، و يطالبه بسحب العبارة  بنرفزة كبيرة  جعلت رئيس الجلسة يتدخل لإطفاء ناري كانت في بدايتها، لأن  دكاء السيد القاضي كان كبيرا ، و رد المركب إلى اليم بأمان كبير،  و تبريد  الجو الحار بالقاعة ، و الأكثر حرارة خارجها .
نهاية الجلسة كانت مجرد تبادل الأدوار بين كل المتدخلين  من فريق ابدوح لغرض الحصول على البراءة في غياب ما يدفع المحكمة  إلى مسايرة الدفاع في طلبه في غياب ،، المجلد ،، لان المبالغ المالية التي ضاعت على مراكش تعد بالملايير . و هذه طامة كبرى جعلت كل ساكنة البهجة تصاب بنقيض البهجة أي اليأس ...
جوابا على سؤلنا بالعنوان اعلاه، من خلال تتبعنا لجلسة امس، فلنا اليقين التام  ان محامكة ابدوح  لا هي سياسية و لا تاريخة ، بل هي نرجوها ان تكون محاكمة عادلة،  لان امول الشعب ضاعت بالملايير و  اقتناعا منا ، بان المتهم بريء حتى تثبت ادانته. و امول الشعب هي في خانة
،، المقدس الذي لا يمس ،،.
 يتبع من خلال التاريخ الذي حددته هيئة المحكمة الموقرة ،  يوم الثاني عشر من الشهر المقبل . إلى اللقاء  
*******                     
’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و الله الموفق و السلام عليكم
ذ محمد كوحلال كاتب مدون ناشط حقوقي مستقل، محرر بجريدة اليومي الصحفي .
للاتصال :

No comments:

Post a Comment