Tuesday, April 29, 2014

أحمد بن الصديق"عطيوني منصب عامل ولا نكحلها.."

لم يكن احمد بن الصديق يعرف السياسة ولاحساباتها. كان مهندسا بسيطا يشتغل في شركة سوطيرمي احد فروع صندوق الايداع والتدبير، مكلف باستغلال حامة مولاي يعقوب. كان المهندس أنيقا بعيدا عن كل ضجيج السياسيين، لكن في سنة 2000 وبعد ان سافر إلى فرنسا سوف يدخل في إطار صفقة سرية مع لوبي فرنسي، كما يكشف موقع ميديا بارت الفرنسي في الجزء الثالث من مقالاته حول سدنة أمير الظلام مولاي هشام. كان يهدف إلى جعل شركائه في فرنسا يدخلون إلى الحامة السياحية المعروفة في مولاي يعقوب، بل بدأ يسرب للصحافة معلومات تخدم استراتيجيته التي رسمها مع معاونيه في الخارج، ليس أقلها حدوث كارثة في مولاي يعقوب، وبدأ يلعب مع الكبار بتسريب معلومات تدخل في إطار السر المهني للمقاولة التي كان مكلفا بها، وقد ابتكر ألاعيب كثيرة من أجل تفويت جزء من شركة سوطيرمي لرجال اعمال فرنسيين بشكل ملتو، بعدها أتى مشروع الاحتفاء بذكرى مرور 12 قرنا على تأسيس مدينة فاس التي أعطيت له كفرصة نادرة من خلال المؤسسة التي تشرف على تنظيم فعاليات هذا الاحتفال، لكن طموحات الرجل كانت بلاحدود، وأمام فشله في تأكيد ذاته سوف يبدأ في ابتزاز الدولة وطلب من مسؤولين كبار أن يهبوه منصب عامل، وللضغط أكثر بدأ يخرج إلى الصحافة بكونه صاحب فكرة مشروع الاحتفاء بمرور 1200 سنة على تأسيس فاس، ولأن مثل هذه المعلومات تجد لها جاذبية عند الصحافة، فقد أصبح إسم أحمد بن الصديق في قلب فرن السياسة. لقد صنع لنفسه صورة رجل إدارة غير عاد، لايفهم فقط في الهندسة، بل أصبح قادر على هندسة مدينة ليتحول إلى طامح للمساهمة في هندسة دولة. وفي الوقت الذي سدت فيه كل الأبواب في وجهه انفتح له باب سري يؤدي إلى الأمير هشام، وفي لمح البصر أصبح للرجل قدرة على تحويل مقر سكناه من البيضاء إلى الرباط العاصمة ليكون قريبا.
لقد فقد المهندس عمله بعد ان وقفت الادارة المركزية على خروقات كثيرة وسط شركة سوطيرمي، وفي لحظة يتحول أحمد بن الصديق إلى نمر شرس في أوراق الصحافة فقط، إذ ظل يسعى إلى ابتزاز الدولة مطالبا بمنصب سام وبإعانة مادية مريحة، وهنا توطدت العلاقة بين المهندس والأمير هشام الذي كان يهندس لجمع مريدين من حوله، ولن يجد مثل بن الصديق خاصة بعد ان تقطعت به السبل فأصبح يعيش على إعانات الأمير، وبين عشية وضحاها سيصبح بن الصديق يفهم في الدستور ويدبج المقالات الراديكالية التي تستهدف مؤسسات الدولة وتنهل من نفس المحبرة التي يحدد الأمير هشام لونها، وهكذا سينشر بن الصديق مقالا في "لوجورنال" سنة 2007 عبارة عن رسالة مفتوحة إلى الملك تفتقد إلى اللياقة اللازمة واحترام آداب الحوار، قبل ان يعلن عن خلع البيعة عن عنقه دون أن يحس لحظة بأنه كان يبيع نفسه للشيطان الذي كان يأكل الثوم بفمه وصار في كل لحظة يبيض الأسود ويسود الأبيض إرضاء لسيده ولولي نعمته، وأيضا لتصفية الحساب مع من اكتشفوا لعبه المبكر مع أطراف أجنبية من كل الاتجاهات التي كانت تضع الملح في الفنجان المغربي حين يكون السكر هو المطلوب,   المصدر :الهدهد 

No comments:

Post a Comment