صفقات المستشفى العسكري بمراكش تطيح بكولونيل

Ahdath.info

كأوراق الخريف بدأت تتساقط بعض الأسماء الوازنة بمختلف المؤسسات العمومية، على خلفية ارتباطها بتدبير الصفقات العمومية ببعض القطاعات.

حل الدور هذه المرة على المرفق الصحي التابع للمؤسسة العسكرية، وامتد حبل الاختلالات في تدبير هذا النوع من الصفقات المصنفة في خانة «العمومية» إلى المستشفى العسكري ابن سينا بمراكش، ليلتف حول عنق مسؤول رفيع المستوى برتبة عقيد (كولونيل)، والذي تم توقيفه من مهامه واحالته على التحقيق في أفق احاطته بالمتعين من إجراءات التأديب الإدارية والمساءلة القانونية.

المعلومات المتوفرة ترجع بأصل الحكاية إلى الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حين طرقت أبواب المؤسسة الصحية المومإ إليها لجنة تفتيش مركزية أوفدتها المفتشية العامة لمديرية التموين للقوات المسلحة الملكية، وشرعت بالنبش في الملفات والوثائق الخاصة بمجموعة من الصفقات وسندات الطلب (بون دوكوموند) التي أبرمتها إدارة المستشفى في مجال التموين، والطريقة التي ظلت متبعة في تدبير وتمرير هذا النوع من المعاملات.

توقف مجهر البحث والتفتيش على جملة من المعطيات والوقائع الصادمة، من قبيل الهيمنة المطلقة للمسؤول الموقوف على مصلحة التموين بالمستشفى العسكري ابن سينا، وتوليه شخصيًا السهر على تمرير مختلف الصفقات التموينية التي تبرمها المؤسسة.

وأشارت مصادر الجريدة إلى جملة من الاختلالات التي رصدتها عناصر المفتشية العامة، خاصة ما يتعلق باحتكار أهم وأغلب هذه الصفقات لفائدة لشركات يديرها مقربون وأقرباء للكولونيل المسؤول، ما يضعه وفق النصوص القانونية المنظمة للمجال في موقف "استغلال النفوذ"، ويسيجه بشبهة تضارب المصالح باعتبار مصلحة الشركات المحظوظة التي تحظى بالصفقات المبرمة مع المستشفى، ومن جهة ثانية المصلحة الفضلى للمستشفى كمرفق عمومي والصلاحيات المخولة للمسؤول العسكري في تدبير هذه الصفقات.

استحواذ الشركات المملوكة لبعض أقرباء الكولونيل على أغلب الصفقات العمومية التي أبرمتها مصلحة التموين بمستشفى ابن سينا التي يشرف عليها هذا المسؤول بشكل مباشر، في تجاوز صارخ للقوانين المنظمة للمجال، فتح عليه أبواب المساءلة واستوجب توقيفه عن العمل، في انتظار ما ستسفر عنه مجريات التحقيقات التي تقوم بها المصالح المركزية، في أفق تحديد المسؤوليات لترتيب الجزاءات.