تعتبر مهنة الكاتب
العمومي في المغرب من أقدم المهن التي تقدم الخدمات المتعددة لفائدة الزبناء مثل المراسلات
العائلية و المراسلات الإدارية كما يكتب البحوث التقنية و الجامعية و كل ما يتعلق بمسألة
الكتابة لأجل الغير مثل البلوغات و السير الذاتية .
كما أن الكاتب العمومي
يعمل كذلك في كتابة الالتزامات و العقود بما في ذلك التفويتات بالبيع و الكراء سواء
في ما يخص المنقولات منها أو العقارات .
لهذا يمكن اعتبار
الكاتب العمومي محركا اقتصاديا مهما بالدولة المغربية خصوصا الاقتصاد المتعلق الطبقة
الاجتماعية المتوسطة أو المسحوقة لكونه يقدم خدماته بأثمنة هزيلة تتناسب و القوة الشرائية
للمواطن الشعبي بمفهوم ولد الشعب .
خير دليل على على
عطاء هذه المهنة تتمثل في المحافظة العقارية بالمغرب لكون 80 في المائة من العقارات
المحفظة هي مكتوبة من طرف الكاتب العمومي .
لكن و بما أن مهنة
الكتابة العمومية مهنة غير منظمة تم استغلال التشريع العرفي بحق يراد به باطل ، إذ
أغلب الموظفين بالإدارات للجماعات الترابية كانوا يمتهنون هذه المهنة في خفاء و ينسبونها
إلى الكاتب العمومي و البعض منهم يكتب عقودا تتضمن لأخطاء منهجة للتحايل على الشرع
و القانون و خلقوا مجموعات منظمة على شكل مافيات عقارية لسلب حقوق المستضعفين و الاستيلاء
عليها بشتى الطرق و سادت الثروة الفاحشة بين تجار المافيا و ملكوا بذلك آلاف العقارات
بسرعة قصوى خارج مسلك التملك الشرعي للثروة الشيء الذي ندد به المهنيين الممارسين لمهنة
الكتابة العمومية مطالبين السلطات و المشرع بالتدخل لتقنين أخلاقيات المهنة .
و فعلا تم إحصاء المهنيين
على الصعيد الوطني و وجدا أن المهنة تعيل ما يقرب من 60 ألف أسرة مغربية و قام المشرع
المغربي بإعداد مشروع "وكلاء الأعمال" و تم إشراك بعض الفاعلين و سرعان ما
تم إقبار المشروع دون معرفة السبب الحقيقي لأن هناك مافيات الضغط القوية ترغب في القضاء
نهائيا على المهنة تحت درع عدم الكفاءة بدلا من التكوين و التكوين المستمر لهذه الفئة
المستضعفة .

No comments:
Post a Comment