Saturday, June 11, 2016

هكذا تجتذب الاستخبارات الروسية قياديي «المعارضة المعتدلة» إلى صفها

بانوراما الشرق الاوسط 
نشر موقع “بازفيد” تقريرا لمايك غيغليو عن السياسات التي تتبعها روسيا في سوريا حيال قوى المعارضة التي تقاتل النظام السوري. 
وقال التقرير إن الاستخبارات الروسية والمسؤولين الروس، حاولوا اجتذاب حلفاء الولايات المتحدة من المعارضة السورية للعمل معهم، بوعود مالية وأسلحة ودعم جوي ودور في تقرير مصير سوريا فيما بعد الأسد. 
والتقى الكاتب مع أحد قادة المعارضة السورية في مدينة أنطاكيا جنوب تركيا. وذكر القيادي أن الروس اتصلوا به وعرضوا عليه التعاون. ويقول غيغليو إن القيادي أجبر مع فصيله على الخروج من سوريا بعد مواجهة مع فصيل جهادي آخر، ولم ينجح بإقناع المسؤولين الأمريكيين كي يقدموا له دعما أكثر، ولهذا فالعرض الذي تلقاه كان مغريا لا يسمح له فقط بالعودة إلى الساحة، بل ويجعله أقوى. 

وبحسب القيادي، قال له الروس: “سندعمك للأبد ولن نتخلى عنك كما تخلى أصدقاؤك القدامى عنك”. ويضيف: “بصراحة، لا زلت أفكر بالعرض”. وكشف القيادي أن الروس يقومون بجهود لتجنيد قادة حاليين وبعضهم حلفاء سابقون للولايات المتحدة للعمل معهم. وأكد أربعة أخرون صحة كلامه، وقالوا إنهم تلقوا عروضا عبر وسيطين سوريين للعمل مع الروس. 
ويرى الكاتب أن الجهود الروسية لا تحاول فقط إخراج الولايات المتحدة من سوريا، ولا تقوم باستهداف حلفاء واشنطن من جماعات المعارضة الحالية والسابقة وحسب، بل وتعمل أيضا بجد كي تجندها للتعاون معها. وتقوم موسكو بحملة سرية تحاول من خلالها إظهار الضعف الأمريكي في سوريا. وعلق قائلا: روسيا مصممة على دعم النظام السوري ودق إسفين بين جماعات المعارضة وداعميها التقليديين بشكل يدفعهم لرفع بنادقهم ضد أعداء الأسد. 
وطلب منه وسيط سوري أن يختار منطقة في شمال سوريا وينطلق إليها مع رجاله الذين تدرب معظمهم على يد المخابرات الأمريكية، وسيقدم الروس الحماية له من “أية مجموعة” أو “أي بلد” من خلال الغارات الجوية التي يطلبها شخصيا. كما وعده الروس بتوفير ما يريد من المال الكافي والعتاد. كل هذا مقابل الموافقة على شن حرب ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة. ووعده الوسيط أن يؤدي دورا في نهاية الحرب والقضاء على المتشددين، بالتفاوض مع النظام لإنهاء الحرب أولا ومن ثم تقرير مصير بشار الأسد. 
ويرى غيغلو أن الخطة أيا كانت فرص نجاحها، تعبر عما تسعى موسكو لتحقيقه في سوريا التي تعتبر من أهم حلفاء الروس في منطقة الشرق الأوسط، أي مساعدة النظام على تحقيق الانتصار وتقسيم المعارضة وإضعافها. وتعني الخطة الروسية لتجنيد المعارضين للأسد انتصارا على السياسة الأمريكية وإضعافها. 
وأشار الكاتب للسياسة المترددة التي التزمت بها إدارة باراك أوباما تجاه سوريا ، حيث رفضت تزويد المقاتلين بأسلحة متقدمة مع أنها طالبت منذ بداية الحرب الأهلية السورية برحيل الأسد. 
وما يخشاه القيادي هو إغضاب الأمريكيين وحلفائهم الأتراك الذين يوفرن الدعم للمعارضة، حيث قال: “لو قبلت فسأخلق عدوا جديدا، الولايات المتحدة أو تركيا”. ويقول: “فكرة استقطاب آخرين ليست مستبعدة خاصة ان المخابرات الروسية تعرف حاجة الجماعات التي تواجه تنظيم الدولة وتتعامل مع أمريكا للأسلحة. 
وأكد أربعة قادة ما قاله القيادي في أنطاكيا، وأنهم تلقوا العرض الروسي نفسه. وقال كل واحد منهم إن هدف روسيا الرئيسي هو التغلب على الولايات المتحدة . وقال أحدهم: “هدفهم السيطرة الكاملة على سوريا وطرد الأمريكيين”. وأضاف أنه سافر إلى مصر كي يتحدث مع المسؤولين الروس، لكنه رفض عرضهم الذي شمل على عضوية في مجلس عسكري مع النظام و”مال ورصاص وأسلحة وكل ما أطلبه”. وأضاف: “لو وضعت يدي بأيديهم فسأدمر الثورة والشعب السوري معها. ولم تؤكد لا وزارة الخارجية الروسية ولا وزارة الدفاع المزاعم. إلا أن الجهود الروسية معروفة. ويقول المعارض لؤي حسين الذي فر العام الماضي من سوريا، إنه قام بنقل رسائل من مسؤولين روس في السفارة الروسية وفي أكثر من مرة للمعارضة، وشملت على عروض لتزويدها بالمال والسلاح والدعم الجوي. وأضاف أن “موسكو ترغب بحل سياسي، لكنها تريد الانتصار أولا”، أما عن سبب نقله الرسائل من الروس، فقد قال “كنت أريد وقف الحرب”. ويرى حسين أن التدخل أعطى موسكو النفوذ كي تفرض حلا سياسيا على النظام. وأضاف قائلا إن “النظام أصبح الآن مجرد مليشيا ولم يعد نظاما سياسيا”. وأضاف: “لم نعد نهتم بما يقوله النظام، فقط ما يقوله الروس، فهم القادة الآن في سوريا”. ونقل عن سياسي سوري معارض أدى دور الوسيط، وهو أنس الشامي قوله، إن الروس كانوا يعملون مع “بعض الجماعات التي انفصلت عن الأمريكيين”، مع أنه رفض ذكر أسمائها. وامتنع المسؤولون في الإدارة الأمريكية عن التعليق على ما ورد في تقرير “بازفيد”، إلا أن مسؤولا في حكومة تدعم المعارضة قال إن الأمريكيين مطلعون على محاولات الروس التواصل مع المعارضة السورية. وعلق قائلا “إن كنت عرفت بها أنا وعرفت بها أنت، فأراهن على أن الأمريكيين يعرفون بها”. مضيفا “هذه حرب عصابات. 
ويرى روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في دمشق (2011-2012)، الذي عمل مع المعارضة السورية قبل استقالته أن “دور أمريكا كلاعب في الحرب الأهلية يتراجع يوما بعد يوم”. وقال فورد إن النفوذ الأمريكي في محادثات السلام محدود، خاصة أن الروس زادوا من انخراطهم في الحرب بإرسال قوات إلى سوريا. ويقول عن الموقف الأمريكي: “لقد تنازلوا كثيرا بسبب العمل العسكري الروسي. 
وفي الوقت الحالي تقول المعارضة التي اتصل بها الروس إنها رفضت عروضهم بالكامل. وتحدث مقاتل عمل مع كتيبة عملت مع سي آي إيه: “تدعمنا الولايات المتحدة ونعمل مع المخابرات الأمريكية فكيف نخدع الأمريكيين ونبدأ العمل مع الروس”؟ ويقول عبدالله عودة الذي كان يقود حركة حزم: “لن أفعل هذا وأبيع ثورتي”. ويقول موسى حميدي، أحد قادة جبهة ثوار سوريا التي هزمتها جبهة النصرة نهاية عام 2014، إنه تلقى شحنات أسلحة أمريكية منها صواريخ مضادة للدبابات، وإن الروس اتصلوا به عبر وسطاء سوريين منهم لؤي حسين. ويعلق “بصراحة، وجدتهم صادقين وأصدقاء أوفياء ويدعمون أصدقاءهم”، “روسيا أكثر صدقا من أمريكا”. ورفض حميدي العرض بسبب استهداف الروس للجماعات المعارضة وللمدنيين، حسب تعبيره. 
بالنسبة للقيادي في أنطاكيا؛ لا زال يدرس خياراته. والتقى مع العميل السوري في تركيا وسوريا، حيث قال إن الطيران الروسي كان يقدم الحماية لهما. 
من جهته حذر فردريك سي هوف؛ الزميل الباحث في المعهد الأطلنطي والمستشار السابق للرئيس أوباما، حذر المعارضة السورية من محاولات الروس قائلا إن هؤلاء لديهم سجلا، “ولو كنت واحدا من قادة المعارضة، فهذا السجل كاف لتحييد الكلام المعسول الصادر عن شفاه الروس”، مشيرا إلى أن روسيا استخدمت جبهة النصرة كمبرر ولم تتردد والحالة هذه في ارتكاب جرائم حرب. ويعتقد هوف أن “الروس مرتبطون بالأسد أكثر مما قالوا لقادة المعارضة. وينظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسوريا بوصفها المكان الذي سيهزم فيه المشروع الديمقراطي المزعوم لتغيير الأنظمة، وهو ما يقوم ببيعه للروس

No comments:

Post a Comment