Friday, March 25, 2016

تفاصيل اليوم الأسود بعاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسيل

الإرهابيون الثلاثة الذين استقلوا سيارة تاكسي من مسكنهم في حي سخاربيك بصحبة حقائبهم 
المملوءة بالمتفجرات، متجهين إلى مطار بروكسل صباح الثلاثاء الماضي، لم يكونوا من هواة الكلام. وحده الرجل ذو القبعة هو الذي فتح حديثاً مع سائق التاكسي.

ونشرت صحيفة ده مورخن، اليوم الخميس، ملخصاً لما سمعه سائق التاكسي من أحاديث الإرهابيين الثلاثة، أثناء قيادته سيارته متجهاً بهم إلى مطار بروكسل، بعدما أقلهم من شارع ماكس رووس بحي سخاربيك، حيث تم منعه من الاقتراب من حقائب الإرهابيين الثلاثة، أو حتى لمسها، وقرر الإرهابيون حمل حقائبهم بأنفسهم، ووضعها في حقيبة سيارته الخلفية، الحقائب التي انفجرت فيما بعد في مطار بروكسل، وخلفت العديد من القتلى والمصابين.
أمونيا
بمجرد أن جلس السائق على مقعد سيارته منطلقاً إلى المطار، شعر برائحة تملأ سيارته، حينها كان نجم العشراوي جلس في المقعد الخلفي لسيارة التاكسي، وبجواره جلس إبراهيم البكراوي، فيما جلس الرجل ذو القبعة، والمجهول حتى اللحظة لرجال الشرطة، بجوار السائق في الأمام، عرف السائق أن الرائحة قريبة من رائحة الأمونيا، هكذا أخبر رجال الشرطة بعد علمه بوقوع الانفجارات في مطار بروكسل، لكنه حين شم هذه الرائحة وهو في السيارة مع الإرهابيين، لم يفكر فيها كثيراً.
أمريكا
لم يكن الإرهابيون الثلاثة ثرثارين، على الإطلاق، هذا ما لاحظه سائق التاكسي، حيث قال: "كان الرجلين في الخلف يرتديان الأسود، وكانا هادئين تماماً"، ويقصد بذلك نجم العشراوي وإبراهيم البكراوي، يستعيد السائق تلك اللحظات فيقول: "الرجل ذو القبعة كان عصبياً ومنفعلاً، وتحدث عن أمريكا وما تفعله من خراب، كان غاضباً بشكل واضح، وظل يضرب الأمثلة على الكوارث التي تسببت فيها سياسة أمريكا في أنحاء مختلفة من العالم".
ملاحظات
حين وصل سائق التاكسي مع الإرهابيين الثلاثة إلى مطار بروكسل، نزل من سيارته وفتح لهم الحقيبة الخلفية، وقاموا هم بنقل الحقائب إلى العربات المخصصة لها، ولاحظ السائق أن الحقائب جميعها عليها بقع بيضاء، وحين سار الإرهابيون متجهين إلى المطار، عاد السائق إلى سيارته، وقبل أن يتحرك كان هناك زبون يشير له بالتوقف، واستقل الرجل العائد من السفر سيارة التاكسي، وحين بدأت السيارة تغادر مكانها من أمام صالة السفر، سمع السائق دوي انفجار كبير، وعرف أن شيئاً ما حدث في المطار، وبدأ في الاستماع إلى الراديو متجهاً بزبونه إلى وجهته، وأدرك كل شيء في لحظة واحدة، ما دفعه إلى التوجه إلى مكتب الشرطة الفدرالية في بروكسل، ليمنح رجال الأمن معلومات في غاية الخطورة، من أهمها عنوان الإرهابيين الثلاثة في سخاربيك، وهو ما مكن رجال الشرطة لاحقاً من مداهمة الشقة على الفور، ليكتشفوا فيها كميات كبيرة من المواد المستخدمة في صناعة المتفجرات والقنابل، كان من الممكن لو تأخر العثور عليها، من التسبب في وقع مئات من الضحايا الجدد.  أمين بنعبيد من  باريس 

No comments:

Post a Comment