وضعه على طاولة
الأمم المتحدة أ ليس خيانة عظمى للوطن ؟؟
غريب أمر مخزننا كلما
تلقى صفعة قوية في قضية الصحراء المغربية كلما دفع بالشعب إلى الشارع للندب والنواح
، والتجريح والتخوين ، و استنكار مواقف معادية لوحدتنا الترابية غير مستندة للشرعية
الدولية .
إذا كان المخزن لا
يثق في عدالة الأمم المتحدة ، و متشبت بوحدته الترابية ، فلم قبل بعرض النزاع عليها اصلا ؟
المخزن ارتكب ولا
يزال أخطاء قاتلة في تدبيره لملف الصحراء ، بل إن قبوله دون قيد أو شرط ودون استفتاء
شعبي بعرض هذا الملف على أنظار الأمم المتحدة أليس خيانة عظمى للوطن ، جرأت خصومنا الدوليين على
التشكيك في مشروعية قضيتنا الأم وعلى حشد الدعم الدولي للجمهورية الوهمية حتى صار الملف
منذ تدويله مصدر تهديد وابتزاز دوليين للمخزن ، و أجج أطماع عصابة البوليزاريو التي
مآنفكت تلوح باسطوانتها المتهالكة " الإستقلال أو الحرب " بعد أن كان الحكم
الذاتي أقصى ما تحلم به صنيعة الجزائر قبيل سنة 1986؟؟
إن النكسات المتوالية
التي تعرفتها قضيتنا الوطنية ، والضربات الموجهة التي تلقتها ديبلوماسيتنا " الفعفاعية
" ، آخرها التصريحات الإستفزازية المنحازة لأطروحة الإنفصاليين من لدن الأمين
العام للأمم المتحددة بوصفه الصحراء بالمحتلة
، والمهددة للسلم والإستقرار بالمنطقة التي يتربص بها الدواعش الدوائر ، متجاهلا ما
يفرضه عليه الميثاق الأممي من نزاهة وحيادية وموضوعية تامة في التعاطي مع النزاعات
الدولية ، إنما مردها إلى التدبير اللاديمقراطي و اللاشعبي لهاته القضية التي أغنت
جيوب المخزن ، وأفقرت المغرب والمغاربة على مدى العقود الست الأخيرة ، تدبير بيروقراطي
ارتجالي لا يستند إلى رؤية استراتيجية شاملة ذات ابعاد ديمقراطية وحقوقية واجتماعية
، بل يعتمد الريع وشراء الذمم ، والمقاربة الأمنية ، وتحريك الشارع عند النكبات مع
شحنه بالخطاب الشعبوية و الفلكلورية .
قبل أن نوجه اللوم
للغير ، ونزج بالشعب في أمر ما برح يدار بعيدا عن عيونه لأزيد من ستين سنة ، علينا
أن نقدم على نقد ذاتي موضوعي و صادق لطريقة تدبير ملف الصحراء المغربية ، وأن نطلق
نقاشا شعبيا عموميا يستهدف بلورة استراتيجية وطنية واضحة المعالم والأهداف من شأنها
تقوية ملفنا الذي تكالبت عليه حتى دولا كنا نعدهم بالأمس القريب من الحلفاء ، وهو ما
حدا بالملك ، استشعارا منه بالأخطار الطارئة
المحدقة به ، إلى ان يولي وجهه شطر موسكو " التي قدمت للمغرب خدمات غير معلنة
ومنها ما كشفته وثيقة للدبلوماسية المغربية كشف عنها كريس كولمان الذي سرب وثائق ،
ما بين سبتمبر 2014 و مارس 2015 ، تؤكد أن سفير روسيا في مجلس الأمن هو الذي أخبر المغاربة
بأن الأمم المتحدة كلفت مغاربة بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. وهناك خدمات أخرى
لم تعلن حتى الآن " ، وفق ما نشرته جريدة القدس أول أمس الأحد .
طبعا ، النقد والنقاش
العمومين سيسعفان الساسة على وضع الأصبع بالتدقيق على السرطان الكامن في ملفنا الوطني
، فيهبون إلى استئصاله قبل أن يستفحل سرطانه ويخرج عن دائرة السيطرة ، و لن يجدي معه
نفعا العويل و الصراخ في وجه أسطول الأمم المتحدة.
ويرحم الله إمامنا الشافعي إذ قال:
نعيب زماننا والعيب
فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ
بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ
لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
No comments:
Post a Comment