دول شمال إفريقيا تعاني في ظل الآزمات المتفاقمة
بين حكوماتها وشعوبها الفقيرة.ليس هناك إستثناء في المنطقة كلها.كل شعب له معاناته
الخاصة.والحكام والحكومات نسخة كربونية في كل هذه الدول.كأنهم يتفقون مسبقا على تهميش
شعوبهم وتفقيرهم.اليوم نعرج على الشقيقة الجزائر التي تعيش على صفيح ساخن.منذ سنوات
طويلة.
وما يزيد الأوضاع تأزما هو القرار الحكومي المفاجئ والجائر بحد ذاثه.وهو حرمان
كل جزائري لا يعيش في الداخل بالترشح للإنتخابات.مرسوم يعتبر ضربة قوية في وجه الجالية
الجزائرية الكبيرة التي تعيش في الخارج.مما يصب الزيت على النار.ردود الأفعال لم تتأخر
من كل الفئات الجزائرية داخليا وخارجيا.وخاصة الشباب.منهم الذي يعاني من فيروس البطالة.الشباب
صبر وإصطبر كثيرا على كل الحكومات المتعاقبة.لكن لا شيء تغير.والحال على حاله.الجزائر
البلد الغني بالبترول والغاز.الذي يستفيد منه الجنرالات والسياسيين فقط.عائداته تصل
الشعب بنسبة قليلة جدا.مما يشهد اليوم بلد المليون ونصف شهيد حراكا واسعا.يقوده الشباب
من الداخل والخارج.والذي هو مرشح للمزيد من الإحتجاج قد يصل إلى المطالبة بإسقاط النظام.الذي
أصبح حلم كل جزائري.خاصة بعد المصادقة على المرسوم.الذي سيحرم الكثير من الجزائريين
الذين يعيشون في المهجر.من ممارسة السياسة في وطنهم الأم.الحكومة تصب الزيت على النار
ولم تستفد من التجارب السابقة.وتسقط في المحظور.والذي لا نريده لأبناء الأمير عبد القادر.أن
يكرروا نفس التجربة الفاشلة.والرسالة واضحة للحكومة الجزائرية.للتراجع قليلا عن هذه
القرارات الإنفرادية.ومراجعة توزيع عائدات الثروات.والإهتمام بشابها أكثر.ولا تدير
ظهرها للمهاجرين في الخارج.قبل فوات الآوان.وإرتفاع رقعة الإحتجاجات.التي لا نريد أن
يسقط فيها أشقائنا في الجزائر.لأن الجميع يعرف الجزائريين حق المعرفة.بلد الشهداء والكرامةوالخير.لكن
مشكلة كل جزائري تكمن في إتقان حمل السلاح.لأن الجميع ملزم بتأدية الخدمة العسكرية.والمخاوف
تكمن أن تتحول الإحتجاجات والمظاهرات إلى المواجهات المسلحة.التي قد تعيد هذا البلد
إلى سنوات الرصاص الدامية.في القرن الماضي.التي مازالت راسخة في أذهان كل جزائري إلى
يومنا هذا.والتي دمرت البلاد والعباد على مدار عشر سنوات.كل الجزائريين الذين إلتقيتهم
في هذا الأسبوع في الضواحي الباريسية.يؤيدون هذا الحراك الشعبي.وإسقاط النظام بأي طريقة.ما
نريده لأشقائنا هو الخير.وكل الخير.ولا نريد أن نرى حمامات الدم مرة أخرى.الكرة في
ملعب الحكومة اليوم.ولديها الوقت الكافي.لتدارك الموقف.وإنقاذ نفسها وشعبها قبل فوات
الأوان.والسقوط في المحظور.والرجوع لسنوات التسعينات الدامية والسوداء في تاريخ الجزائر.فتحية
لهذا الشعب الصبور جدا في داخل الجزائر وخارجها.ومن حق كل جزائري أن يمثل وطنه كيفما
يحب.وليس من حق أحد أن يحرمهم من ممارسة حقوقهم الوطنية أينما كانوا.والشعوب ثائرة
اليوم أو غدا من أجل كرامتها ... يتبع من باريس
No comments:
Post a Comment