Wednesday, July 15, 2015

إيــران.. انتصار إرادة محــور



أحمد الشرقاوي



حين طلب وزير خارجية أمريكا جون كيري من السيد محمد ظريف أن يدعو الله في ليلة القدر ليتم الإتفاق، كان في قرارة نفسه يدرك أن الخطوط الحمراء التي وضعها الإمام الخامنئي أدخلت المفاوضات في مرحلة صعبة لا يمكن الخروج منها بنتيجة إيجابية إلا إذا غيرت الأقدار المسار وحصلت معجزة تفضي إلى إتفاق يعتبره الجميع جيدا..

وفي ليلة القدر الكبرى، ارتفعت أكف الضراعة لخالقها، وسالت دموع التوسل والرجاء لربها، متوسلة في خشوع أن يستحيب الله تعالى فيرفع المعاناة عن الشعب الإيراني المؤمن، ويجزيه على صبره وصموده برفع الحصار عنه، ويفتح على محور المقاومة بنصر عظيم مؤزر يخرجه من حالة القلق والترقب إلى حالة من الفرح العارم بنصر الله العزيز الحميد..
وهذا ما كان، حيث تنزلت الملائكة والروح بأمر الله ليلة القدر المباركة، حاملة معها بشرى النصر التاريخي العظيم، معلنة لشعب إيران وشعوب المقاومة وشرفاء العرب والمسلمين بل وأحرار العالم أجمع، أن إيران ومعها محورها المجاهد، دخلت رسميا اليوم إلى نادي الدول العظمى صانعة القرار، وأنها بذلك تحولت إلى عملاق سياسي وإقتصادي وعسكري وثقافي، وأصبحت بالتالي تمثل قطب العالم الجديد الذي يخطب وده الغرب والشرق، من أمريكا إلى أوروبا إلى روسيا إلى الصين إلى منظمة شانغهاي إلى دول البريكس إلى مجموعة أوراسيا، في انتظار أن يستفيق العرب من دوختهم فيقرروا ركوب عربة القطار الأخيرة قبل الإقلاع أو انتظار «غـودو» في محطة التاريخ..
فحمدا لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وشكرا له عدد ما كان وعدد ما هو كائن وعدد ما سيكون وعدد الحركات والسكون، فبفضله وبفضل صبر واحتساب وصمود الشعب الإيراني المجاهد، وبفضل حنكة فريقه المفاوض، وجهوده المضنية والصادقة التي بدلها طوال عمر المفاوضات، دون أن يحيد قيد أنملة عن التوجيهات والخطوط الحمراء التي رسمها له الإمام المجاهد علي خامنئي حفظه الله، حصلت إيران على حقوقها المشروعة بعد أن انتزعتها من يد قوى الإستكبار بجذارة واستحقاق..
وإذا كان الحديث يدور اليوم في الإعلام العالمي عن مزايا الإتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران من الناحية الإقتصادية والسياسية والأمنية، باعتباره اتفاقا تاريخيا سيشكل انعطافة جديدة في السياسة الدولية بين مرحلة إشعال الفتن وشن الحروب والتسبب بالآلام والمآسي كأسلوب لتركيع الدول المستضعفة بالقوة، وسلب إرادة شعوبها الحرة، وفرض هيمنة الإستكبار العالمي على قرارها السيادي بهدف سرقة ثرواتها وثوراتها والتحكم في مستقبلها ومصير ابنائها.. ومرحلة أخرى جديدة كانت تدعو إليها روسيا والصين وإيران، عنوانها كسر مركزية القرار العالمي والحوار كأفضل السبل وأنزع الطرق لحل النزاعات وضمان الأمن والإستقرار مع تأمين المصالح المشروعة.. فإن ما حققته إيران ومحورها اليوم، هو انتصار للإرادة الصلبة المصرة على التحرر من هيمنة الإستكبار وضغوط الإستعمار، للعيش بعزة وكرامة واحترام، وفي هذا درس بليغ لكل الأنظمة والشعوب العربية التي لا تزال تبحث عن حل للخروج من مأزقها الوجودي والحضاري..
ما أشرنا إليها أعلاه، أكده الرئيس أوباما صراحة بقوله:
 “إن إيران كانت ندا ذكيا لأمريكا”، ووصفه إيران بـ”النـد الذكي” يعني أن الكبار في هذا العالم كانو يحاورون دولة كبيرة بعزتها، شامخة بكرامتها، قوية بإيمانها، مؤمنة بقوة ربها، صمدت لعقود أمام الزلازل المدمرة والأعاصير الجارفة، منذ الحرب الصدامية فجر الثورة، مرورا بحرب تموز 2006، واحتلال العراق عام 2003، وحروب إسرائيل على غزة، والحرب الكونية على سورية، والإرهاب الذي اجتاح المنطقة، انتهاءا بحرب اليمن الظالمة.. وكلها حروب وفتن كان الهدف منها إستنزاف إيران من خلال إضعاف محورها في أفق احتوائها وإسقاطها من الداخل..
وبالتالي، فالفضل في إنتصار إيران اليوم يعود بالأساس لإنتصار حزب الله، وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، ولصمود سورية قيادة وجيشا ومقاومة وشعبا، وللإنتصارات التي حققها الجيش والحشد الشعبي في العراق فأسقط مشروع التقسيم الذي كان يراد له أن يبدأ من بلاد الرافدين لينتقل إلى سورية فلبنان واليمن، وصمود أنصار الله والجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن..
كل هذه الإنتصارات أفشلت مشروع الشرق الأوسط الكبير وجعلت الرئيس أوباما يبدو كغبي عاجز عن تحقيق أي مكسب يذكر في ساحات محور المقاومة باستراتيجية الحروب الناعمة، ولم يثمر صبره الإستراتيجي على أدواته العميلة وما تشيعه “داعش” وأخواتها من قتل وخراب وفساد في الأرض غير الخيبة والهزيمة المذلة، إلى أن أصبحت مصالح بلاده في مهب الريح وإيران في ظل الحصار، فكيف يكون الحال لو رفع الحصار عن هذا المارد العملاق اليوم؟..
قد يتطلب منا الأمر كتابة عشرات الصفحات للحديث عن تفاصيل الإتفاق وتداعياته الإيجابية المحتملة على إيران ومحورها والمنطقة والعالم، لكن، لندع التفاصيل التقنية لإصحابها، ولنتحدث في هذه العجالة على الخاسر والرابح من هذا الإتفاق التاريخي العظيم..
فبالإضافة لإيران ومحورها الذين يعتبرون أكبر الرابحين من الإتفاق، ربحت روسيا والصين سياسيا واقتصاديا بل وجيواستراتيجيا بفضل التحالف المتين مع إيران نظرا لموقعها في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، باعتبارها تمثل طريق الحرير القديم الجديد بين المنطقتين من غزة واليمن إلى أفغانستان مرورا بباكستان والهند وروسيا والصين بل ووسط آسيا وبحر قزوين أيضا، كما وأن انضمام إيران لمنظمة شانغهاي ودول البريكس ودول أوراسيا يجعل منها عضوا نوويا وعسكريا واقتصاديا وأمنيا فاعلا ومساهما في الثقل العالمي الجديد الذي يتشكل اليوم في منطقة آسيا لموازنة الثقل الغربي المتداعي..
كما ربح أوباما شخصيا ودخل التاريخ من أوسع أبوابه كرئيس صانع للتغيير، استحق جائزة نوبل لنجاحه في منع سباق التسلح النووي من مدخل الإتفاق الإيراني، وإن كان ما حصل عليه فعليا لا يعدو أن يكون قنبلة نووية وهمية اخترع كذبتها “الإسرائيلي” فصدقها الغرب بفضل التضليل الإعلامي.. لكنه بموازاة ذلك، حقق لبلاده مزايا اقتصادية هائلة تعد بها السوق الإيرانية الضخمة، الأمر الذي سينعكس إيجابا على الإقتصاد الأمريكي، وهو ما جعل أكثر من 60 % من الشعب الأمريكي يدعم التوصل لإتفاق مع إيران ويرفض سياسة الحروب التي لا طائل يرجى من ورائها كما أكدت تجارب التاريخ الحديث..
الدول الأوروبية أيضا ربحت من الإتفاق وتتسابق شركاتها العملاقة اليوم على السوق الإيرانية وعلى الإستثمار في الطاقة والصناعة والبنية التحتية االعملاقة والخدمات، الأمر الذي سيخفف عنها أزماتها الإقتصادية البنيوية المركبة، حتى فرنسا أدارت ظهرها لـ”السعودية” وارتمت في الحضن الإيراني لما فهمت أن اقتصاد صفقات الريع التي أبرمتها من مملكة القهر والشر لا توازي المزايا التي يوفرها أفق الإستثمار المستدام في إيران، ولعل ألمانيا هي البلد الأوروبي الأول الذي سارع لفتح قنوات اتصال مع إيران في هذا الشأن، لأنه بعد الإتفاق كل دولة ستضطر للدفاع عن مصالحها الخاصة بمعزل عن المجموعة الأوروبية.
أما على المستوى السياسي، فقد اختار أوباما إيران كحليف عاقل، صادق وموثوق يعول عليه في الحرب على الإرهاب وضمان المصالح الأمريكية في المنطقة، باستثناء أمن “إسرائيل” الذي تعهد لـ”انتن ياهو” في اتصال هاتفي معه بعد الإتفاق بتأمينه، لذلك عندما تحدث أوباما عن الإتفاق النووي كحاجة أمريكية وضرورة غربية، فلإدراكه أن كل الأدوات في المنطقة فشلت في تحقيق الحد الأدنى من الأهداف التي رسمت لها، وبالتالي، إيران وحدها هي من تحارب الإرهاب على الأرض بمعية محورها اليوم، وبالتحالف معها، سيكون بمقدور أوباما تحقيق انتصار على الإرهاب يسوقه كإنجاز عسكري وأمني وسياسي تاريخي، يضمن لحزبه الحفاظ على مقعد الرئاسة في الإنتخابات المقبلة بعد 18 شهرا، كما وسيعول على إيران لضمان الإستقرار في أفغانستان، وهو الأمر الذي فهمه صقور الحزب الجمهوري الصهيوني، فشمروا على سواعدهم لعرقلة الإتفاق في الكونجرس برغم تحذير أوباما باستعمال حق النـقد «الفيتو» في حال عدم إقرار الإتفاق.
أما الخاسر الأكبر فهو الكيان الصهيوني المجرم، الذي قال عنه “النتن ياهو” في تعليق له على الإتفاق: إن “الدبلوماسية الإيرانية تمثل قنبلة إيران النووية الحقيقية”، وهو ما استدعى ابتسامة عريضة من السيد جواد ظريف ترمز إلى الشفقة حتى لا نقول الإحتقار، من تصريح رئيس وزراء كيان العدو..
وتصريح “النتن ياهو” لم يكن مفاجئا، بل اعتبر أمرا طبيعيا يعود لسبب وجيه، وهو أن الإتفاق مع إيران يعني نهاية الدور التخريبي الصهيوني في المنطقة، لأن “إسرائيل” هي من سوقت للخطر الإيراني، وباعت العالم وهم القنبلة النووية التي لا وجود لها في أرض الواقع، ولعبت على مخاوف العربان وهواجسهم الغبية فأقنعتهم بتحويل إيران إلى “عدو” وكيانها إلى “حليف” بدعوى الخطر من التمدد “الشيعي” وعودة الإمبراطورية “الصفوية” المزعومة لحكم المنطقة..
و”إسرائيل” كما هو معلوم كيان إرهابي، لا يستطيع العيش في بيئة سليمة آمنة مستقرة، لأن الخطر الوجودي الحقيقي على هذا الكيان الخبيث هو السلام، وحيث أن دور “إسرائيل” كان له ما يبرره خلال الحرب الباردة زمن الإتحاد السوفياتي السابق، وأعطي الفرصة كاملة بمناسبة محاولة إقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي فشل فشلا ذريعا، فلم يعد لهذه القلعة العسكرية المتقدمة للغرب في المنطقة من دور تلعبه في بيئة السلام، لذلك، أعلن “النتن ياهو” أن بلاده لن تلتزم بالإتفاق وستحارب إيران ومحورها لوحدها، اعتقادا منه أن اللعب على عامل الوقت في انتظار قدوم رئيس جمهوري متطرف على شاكلة ‘بوش الصغير’ من شأنه أن يعيد وهم الماضي في المستقبل..
أما الخاسر الثاني الكبير، فهم ‘آل سعود’ الأغبياء الذين راهنوا على الوهم، واعتقدوا أن التحالف مع أمريكا و”إسرائيل” يغنيهم عن قوة الله وجبروته، ويحميهم من انتقامه على خيانتهم وغدرهم وبيعهم لضميرهم وأمتهم وتشويههم لدينها وتخريبهم لأوطانها وتمزيقهم لشعوبها وطمسهم لهويتها وتاريخها وحضارتها، في حين أن الله يملي لهم ليزيدوا ظلما وطغيانا وكفرا وفسادا، لكنه يمهلهم إلى حين ليأخذهم أخذ عزيز مقتدر بعد أن لم تنفع معهم الذكري، لأنهم لا يقرأون التاريخ ولا يتدبرون القرآن ولا يفهمون من سنن الله في الكون والخلق غير “الرز” وشهوات النفس الأمارة بالسوء..
المؤشرات اليوم تؤكد أن “السعودية” فقدت مصر، فالسيسي وبعد أن ابتزهم ونهب “الرز” الذي كانوا يغدقون به عليه لضمان تحالفه استدار بـ 180 درجة، ووافق على إقامة معرض للحوثيين في القاهرة للتشهير بجرائم ‘آل سعود’ في اليمن، ورفض وساطة العاهر سليمان شخصيا لعدم تنفيذ حكم الإعدام في الإخوان، ورفض الإنسياق وراء سياسة المهلكة في ما يتعلق بسورية ومصير الأسد، فاتهمه إعلام الزيت بتفضيل التحالف مع “إسرائيل” بديلا عن “السعودية” لتشويه سمعته، وهي الحليف الحقيقي للكيان الصهيوني المجرم، وهي أيضا من تصدر الإرهاب إلى مصر بمعية قطر وتركيا انتقاما من السيسي لرفضه الإنغماس في المستنقع اليمني.
ما خربته “السعودية” في العالم العربي خلال أكثر من نصف قرن من التآمر لا يمكن إصلاحه في عقد أو عقدين من الزمن، وإذا كان لإستبداد وفساد الحكام العرب من دور في تأخر الأمة وتخلفها، فهو حتما لا يقاس باستبداد وفساد وخيانة ‘آل سعود’ لربهم ودينهم وأمتهم، وعمالتهم الموثقة لأمريكا و”إسرائيل” من أجل الحفاظ على عرشهم وما يتوهمون من زعامة على العرب والمسلمين.. لكن بعد الإتفاق لن يكون كما قبله، لأن اللعبة انتهت، والأدوات لا يملكون قرارهم ولا استراتيجيتهم لا ومن يحزنون..
وبالتالي، فلا حل أمام “السعودية” اليوم سوى بالإنكفاء نحو الداخل، والتركيز على مشاكلها المستعصية وتخصيص مليارات الدولارات التي تخرب بها دول المنطقة لرفع الفقر والظلم والمعاناة عن شعبها، وفي حال تصرفت بتعقل، تستطيع إيران إنقاذها من المستنقع اليمني، وبإدخالها إلى منظومة المنطقة الأمنية والإقتصادية والثقافية الجديدة التي سيكون رهان إيران مستقبلا على بنائها لخير الأمة العربية والإسلامية والشعوب المحبة للسلام.
ومهما يكن من أمر، هناك حديث اليوم عن أن روسيا التي نجحت في استقطاب مصر تسعى لفتح مجال التعاون بين المحروسة وإيران، وعودة العلاقات مع سورية ومحور المقاومة، وفي حال فعلت مصر، فستتبعها بقية الدول العربية المترددة لا محالة، والتي لم يعد لديها من خيار بعد أن فشلت مهلكة القهر والشر في إحتواء إيران وضرب حلفها في المنطقة.
الإمارات تعاكس “السعودية” وتتجه للتعاون مع إيران، وهي تعارض سياسات “السعودية” بدعم الإخوان في اليمن وليبيا وتونس وترفض الإطاحة بالرئيس الأسد لحساب الإخوان ودور تركيا في سورية، ولها مصالح إقتصادية وتجارية بعشرات المليارات من الدولارات مع طهران، أقامتها منذ زمن الحصار، وتتوقع أن تنهال عليها الإستثمارات الإيرانية بعد الركود الذي سجلته أخيرا بسبب أحداث المنطقة..
الكويت أيضا من الدول التي تحفظ الود لإيران التي استضافت الهاربين من شعبها إبان احتلال صدام لبلادها، ولها مشاكل مع “السعودية”، من الخلاف على أبار النفط على الحدود إلى الإرهاب الوهابي الذي اكتوت بناره مؤخرا.. أما سلطنة عمان، فحليف إستراتيجي لإيران، وتعتزم إيران بناء أكبر ميناء للتصدير بسواحلها لتتحول إلى قطب إقتصادي كبير في المنطقة.
أما قطر، فلم يعد لها محل من الإعراب في مستقبل المنطقة إلا بتعديل سياستها والإنكفاء نحو الداخل لتتصرف كمشيخة وفق حجمها الحقيقي والطبيعي، وإعلامها العاهر لم يعد يصدقه أحد وليس من الوارد أن تستمر في التغريد من خارج الصرب ضد السياسات الجديدة في المنطقة.
تركيا بحاجة اليوم إلى مراجعة دورها في سورية والعراق ومصر وليبيا والمنطقة، وأردوغان مطالب بالإستماع لزميله ‘غول’ الرئيس السابق إذا أراد أن يحجز لبلاده موقع متقدما في كعكة المنطقة الإقتصادية الكبيرة، أما إذا أخذته العزة بالنفس فمصيره مزبلة التاريخ، لأنه لا يستطيع اللعب ضد إيران وروسيا وأمريكا نفسها، لأنه لعب بالنار سيحرقه ويحرق حزبه ويفجر بلاده من الداخل.
وأخيرا، نستطيع الجزم بأن “داعش” وأخواتها ستكون الخاشر الكبير أيضا، لأن استراتيجية الحرب الدولية على الإرهاب الجديدة تستهدفهم بالأساس، لأنه لا يمكن الحديث عن الإستثمار والإزدهار الإقتصادي والعمار الكبير الذي ينتظر المنطقة، وخصوصا في العراق وسورية واليمن وليبيا وغيرها، من دون توفير الأمن والإستقرار..
وهذا ما يفهم من حديث الرئيس أوباما عن أولويته الثانية بعد الإتفاق النووي، والمتمثلة في الحرب والإرهاب، وهو ما أكده بعد الإتفاق بالقول:
 “إن عدم وجود اتفاق يعني المزيد من الحروب في الشرق الأوسط”، وبالتالي، بعد الإتفاق كل المؤشرات تقول أن المنطقة متجهة نحو انفراجات كبيرة في الأشهر المتبقية من رئاسة أوباما، لذلك، من المتوقع أن تعقد مفاوضات جديدة لن تكون سهلة بين أمريكا وحلفائها وإيران وحلفائها حول استراتيجية محاربة الإرهاب والحلول المتوافق عليها بشأن أزمات المنطقة..
ويبقى أن نشير في الأخير إلى أن ما كان ينتظره المراهق الحريري في لبنان ويراهن عليه قد حصل عكسه تماما، وآن له الآن أن يفهم الدرس ويتصرف كلبناني أو يستقيل من السياسة بدل الإستمرار في رهن قرار فريقه المهزوم لمملكة القهر والشر.
خاص بانوراما الشرق الاوسط
""
ننشر ما لا يقدر الآخرون على نشره، نبث ما لا يستطيع الآخرون بثه ننبذ الظل و نعيد الحق للمقهور، وهذا هو هدف رسالتنا، نحن مظلة لمن احرقه حر الظلم.
 مهما كنا "مثاليين" سنجد حتما من يكرهنا حتى الملائكة تكرهها الشياطين
’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و الله الموفق و السلام عليكم.
ذ محمد كوحلال كاتب مدون ناشط حقوقي مستقل مراكش
khllmed80@gmail.com

No comments:

Post a Comment