Sunday, May 17, 2015

اختتام مهرجان كناوة المغربي للموسيقى



حدث يجتذب آلاف المشاهدين من المغرب ومن خارجه لسماع الدمج بين أنواع من الموسيقات المختلفة.
ارث حضاري يعيش منذ قرون
الصويرة (المغرب) ـ يختتم مساء الأحد، بمدينة الصويرة المغربية على فعاليات الدورة الـ18 لمهرجان "كناوة .. موسيقى العالم"، أحد أشهر أصناف الموسيقى الروحية الأفريقية.

وكالمعتاد اجتذب هذا الحدث الثقافي المهم آلاف المشاهدين في الفترة من 14 إلى 17 مايو/ايار. وحضر الزوار من المغرب ومن خارجه لسماع الدمج بين أنواع الموسيقى المختلفة مثل موسيقى السود وموسيقى البلوز التي يعزفها موسيقيون وفرق موسيقية من أربع قارات.
وعلى مدى الأيام الأربعة للمهرجان أدى أكثر من 300 فنان من أربع قارات عروضهم على خمسة مسارح مختلفة أمام الجماهير المحبة لهذا النوع من الموسيقى الذي أدخله العبيد المغرب قبل قرون.
وقبل هذا المهرجان كانت موسيقى كناوة مجرد موسيقى شوارع يعزفها عازفون فقراء هم اقرب إلى المتسولين منهم إلى الفنانين. لكن هذا الحدث الموسيقى الضخم الذي يجتذب أكثر من نصف مليون مشاهد إلى بلدة الصويرة ساعد على إعطاء هذه الموسيقى ليس فقط الاحترام الذي تستحقه بل أيضا التقدير الذي بلغ حد مطالبة منظمي المهرجان لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) اعتبار هذه الموسيقى إرثا حضاريا غير مادي. وقد يستغرق ذلك عامين ويأمل المنظمون في الاحتفال بهذه المناسبة عندما يكمل المهرجان عشرين عاما.
ولم يختلف مهرجان هذا العام عن المهرجانات السابقة. فقد بدأ المهرجان بحفل للفنان المغربي المعلم حميد القصري الذي انضم إليه على المسرح فيما بعد الفنان الافغاني الشهير عالميا هومايون خان وهو ضيف معتاد للمهرجان. وهذه هي المرة الرابعة التي يعزف فيها في المغرب وظل محتفظا رغم شهرته الكبيرة بتواضعه. فقال انه يتعلم في كل مرة يغني فيها إلى جانب الموسيقيين المغاربة.
وأضاف "انها تجربة روحانية بامتياز. كل مرة أغني إلى جانب الاستاذ حميد القصري، هذا يشكل لقاء بين موسيقتين روحيتين يجمعهما سحر جميل. أنا أتعلم كل مرة ألتقي فيها معه. في كل مرة، أصبح تلميذا له".
ويقبل الموسيقيون المغاربة كذلك على هذا المهرجان لأنه يضعهم على خشبة مسرح واحدة مع فنانين عالميين مشاهير. كما يتيح لهم المهرجان الشهرة العالمية بسبب التغطية الإعلامية المكثفة له. فهم يدعون الآن كثيرا لإقامة حفلات موسيقية في الخارج في عواصم مثل طوكيو وباريس وواشنطن.
وقال عمر حياة أحد أقطاب هذا النوع من الموسيقى إنه سعد بمشاركة سوني تربوي وهو فنان من جوادلوب على المسرح. وقال "عندما يشارك 'مسقيو'' كناوة في هذا المهرجان، فان هذا شرف لهم لأنهم يلتقون بفنانين عالميين كبار. نجد انسجاما كبيرا معهم وهذا شيء جميل جداً يفرحنا ويفرحهم. الحمد لله".
ويشعر الموسيقيون العالميون كذلك بالسعادة بالعزف إلى جانب نظرائهم المغاربة لأن بينهم الكثير من العوامل المشتركة ليس أقلها الشغف بهذا النوع من الموسيقى ذات الإيقاع العالي التي تأخذ المستمع إلى حالة من الصفاء.
وقال سوني تربوي "انه لشرف وعزة وحماس ان يلتقي هذان النوعان من الموسيقى لأنهما يعتمدان على أساس واحد وهو العبودية كما أنهما مؤسستان تقليديتان يعتمدان على الغناء والرقص والإيقاع. هناك نقاط التقاء عديدة وبما اننا متحمسين ونستمع لبعضنا البعض، فان النتيجة تكون طبيعية".
والمهرجان ليس فقط عن الموسيقي. فعلى مدى السنوات الأربع الماضية يجري تنظيم ندوات عالمية يتحدث فيها متحدثون بارزون خلال فترة المهرجان.
وتحدث أغلب الضيوف عن المكاسب التي حققتها المرأة الافريقية في القارة السوداء وكذلك عن مقاومة التغيير في مجتمعات مازالت تعاني من السلطوية وتقاوم تحرير المرأة رغم دورها الحيوي في هذه المجتمعات.
وقال أندري أزولاي رئيس جمعية موغادور في الصويرة أحد أكبر منظمي المهرجان ومستشار الملك محمد السادس إن مستقبل المغرب مليء بالآمال الكبيرة.
وأضاف "نعيش اليوم فترة رجوع إلى الوراء والتأخر والخوف، لكننا هنا في المغرب، نعيش على ما تركه لنا أجدادنا وهذا ما يلهمنا. نحن ملزمون ان نتشبث بالتنوع وبالانفتاح عن الآخر وبالحداثة الاجتماعية في الوقت الذي أدار باقي العالم ظهره لكل هذه القيم".
ويفيد المهرجان الصويرة وسكانها كذلك مع الإقبال الكبير على الفنادق والمتاجر وغيرها من الأنشطة التي تحقق الازدهار للمدينة.  ميدل ايست أونلاين
""
ننشر ما لا يقدر الآخرون على نشره، نبث ما لا يستطيع الآخرون بثه ننبذ الظلم و نعيد الحق للمقهور، وهذا هو هدف رسالتنا، نحن مظلة لمن احرقه حر الظلم.
 مهما كنا "مثاليين" سنجد حتما من يكرهنا حتى الملائكة تكرهها الشياطين
’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و الله الموفق و السلام عليكم.
ذ محمد كوحلال كاتب مدون ناشط حقوقي مستقل مراكش
للاتصال : Khllmed80@gmail.com

No comments:

Post a Comment