Sunday, November 2, 2014

اليوم ... ذكرى وعد بلفور

عرب تايمز    
 إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتي بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.
 حملت هذه الكلمات وعد من لا يملك لمن لا يستحق والتي أرسلها آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطاني إلى رويتشلد أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية.كان ذلك الوعد هو النواة التي أسست الكيان الصهيوني، والذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وأرسله بلفور في مثل هذا اليوم 2 نوفمبر 1917، بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية من جهة أخرى، ووقع وعد بلفور كالصاعقة في العالم العربي وخيم عليه الغضب والدهشة والاستنكار والاستياء.
على الجانب الآخر، وكعادة الدول الغربية والأوربية التي عادة ما تتفق في الشر والعدوان، سارعت كل من فرنسا وإيطاليا وأمريكا بتأييد هذا التصريح الجائر لفلسطين والعرب، وكانت فرنسا صاحبة أول بيان صدر تأييد لوعد بلفور، حيث أصدر وزير الخارجية الفرنسي "ستيفان" بيانًا مشتركًا مع ممثل الجمعيات الصهيونية "سكولوف" عبّرا فيها عن ارتياحهما عن التضامن.وبعدها تتابعت الهجرة اليهودية من شتى أقطار العالم وانصهرت في بوتقة اليهودية، وكانوا ينتمون لأكثر من سبعين جنسية من مصر، واليمن، الحبشة، العراق، الهند، أوربا، روسيا وأمريكا وغيرها، ليرتفع عدد اليهود من خمسين ألف مهاجر إلى ستمائة وخمسين ألفا عام 1948 لتتابع الهجرات إلى فلسطين من كل أنحاء العالم.
وتمثلت دوافع بلفور في إطلاق مثل هذا الوعد في تحقيق هدف إمبريالي المتمثل في زرع كيان يهودي استيطاني في فلسطين، ليكون حاجزًا بين مصر والمشرق العربي ليمنعه من التحرر والوحدة، بالإضافة إلى شهرة بلفور بتحمسه الشديد للصهيونية والتأثر بفكرها والتعاطف معها.
 وكان هذا الوعد بمثابة البداية لسلسة من الحوادث والأحداث التي أدت في النهاية إلى اغتصاب وطن وتشريد شعب بكامله على نحو لا سابق له في التاريخ، وترتب عليه مأساة فلسطين التي تعانى منها من وقتها وحتى الآن ،
ولكن ربما تختلف الذكرى الـ 97 هذا العام للوعد المشئوم عن سابقتها خاصة في بريطانيا التي خرج ذلك الوعد من رحمها، حيث حدث نوع من التطور الإيجابي تجاه القضية الفلسطينية والذي تمثل في قرار مجلس العموم البريطاني، حيث صوت البرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، داعيا الحكومة البريطانية إلى تبني هذا الموقف رسميا، والتصويت في مجلس الأمن الدولي لصالح الاعتراف بحدود دولة فلسطين والانسحاب الإسرائيلي التام منها وفق جدول زمني محدد.
"""""""
’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و الله الموفق و السلام عليكم.
ذ محمد كوحلال كاتب مدون ناشط حقوقي مستقل مراكش المملكة المغربية
للاتصال :

No comments:

Post a Comment