Sunday, August 10, 2014

من أسرار حريم القصور:هكذا ماتت أم الياقوت والدة الملك محمد الخامس ولهذا دفنت سرا ولم يحضر إلى جنازتها غير هؤلاء

لم يكن عالم حريم قصر الملك محمد الخامس عموما استثناء عن عوالم الحريم في قصور أجداده من حيث الانغلاق وعدم إمكانية اختراق أسراره، وكان الأمر أشد بالنسبة للنساء الأكثر قربا من الملك الراحل كوالدته التي كانت تكنى "أم سيدي الياقوت".
وحسب ماورد في يومية "الأخبار"، في ملف عن العالم السري لحريم القصور بعددها المزدوج لنهاية الأسبوع، فإنه لم يكن أقسى على الملك الراحل من حادث نفيه على يد المستعمر الفرنسي سوى حادث وفاة والدته أم سيدي الياقوت حزنا على نفيه، هي التي ظلت في البلاد ولم ترافقه إلى المنفى.
ويروي الراحل عبد الكريم الفيلالي في كتابه التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير أن صنيعة الاستعمار بن عرفة لم يكد يدخل قصر الرباط حتى أخرج منه طريدا بلعنة الجماهير، فأخذ إلى فاس، وما كاد يدخل قصر فاس حتى توفيت أم سيدي الياقوت والدة الملك المنفي محمد الخامس بعد أسبوع من نفيه، وكان ذلك في قصر فاس بتاريخ 30 غشت 1953.
ويضيف الفيلالي أن الأوامر صدرت بضرورة كتمان خبر الوفاة حتى تدفن والدة الملك في الظلام، لكن الخبر مع ذلك شاع بالمدينة بفعل أن الرائح كان يخبر الغادي سرا بأن أم سيدي الياقوت ماتت، وكان اول من أعلن الخبر هو أحد مؤسسي فريق الوداد "حميدو"، الذي يعرف في فاس ب"أب أحمد"، وهو من أصل علوي شريف، غير أنه نشأ مع الخدم لأن بشرته كانت سوداء. وقد أجهش بالبكاء عند علمه بالخبر، ومنه عرف الناس بماحصل بعد خروجه إلى سوق فاس الجديد ليشيع الخبر في المدينة كلها.
ورغم شيوع الخبر قد تم تشييع جنازة "أم سيدي" بصمت ودفنت بصمت أيضا إلى جوار زوجها المولى يوسف في مقبرة الملوك العلويين بحومة المولى عبد الله المتصلة مع القصر بباب خلفي هو باب "البوجات"، ولم يحضر إلى جنازتها غير شيخ الإسلام والحاج إدريس الغزاوي، وعبد الدار الأب مرجان. الهدهد
*******                                                                  
’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و الله الموفق و السلام عليكم
ذ محمد كوحلال كاتب مدون ناشط حقوقي مستقل مراكش المملكة المغربية
للاتصال :

No comments:

Post a Comment