21 أغسطس 2014
غلوبال ريسيرتش
شهدت سوريا المزيد من التطورات
التي تثبت أن الدول الداعمة للتطرف هي: الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا،
المملكة المتحدة، المملكة العربية السعودية، قطر، الكويت، إسرائيل وتركيا.
قرار الولايات المتحدة التخلي عن
فكرة "التغيير" في أعقاب المحاولات الفاشلة للتحريض على التدخل العسكري
في سوريا، قد يبدو واردا، ولكن الحقيقة القاسية تؤكد على أن التحالف المذكور أعلاه
سيستمر في دعمه العسكري السري لحركات التمرد، بشكل أو بآخر، مع العلم أن الغالبية
العظمى من المتمردين هم أصوليون بأجندة طائفية، يعارضون بشدة أي شكل من أشكال
الديمقراطية أو التعددية السياسية.
استمرار الدعم لتلك المجوعات هو
نتاج للاستراتيجيات التي تتبعها الإمبراطورية الأميركية من اجل الهيمنة على
المناطق والمواقع الغنية بالموارد في العالم، فهي تعتدي اقتصاديا وعسكريا
واجتماعيا، على الدول غير الراغبة بتقبل التبعية الأميركية الكاملة بدرجات متفاوتة.
وهذا الموقف العدواني ليس محصورا بفترات توتر أو أزمات، بل هو دائم.
افتتحت الولايات المتحدة
وحلفاؤها مشروعهم التخريبي في سوريا بعدما بدأوا بالعمل عليه منذ العام 2006. خلال
"الربيع العربي" تعرضت الحكومات المعارضة لسياسة الولايات المتحدة
وإسرائيل للانهيار الواحدة تلو الأخرى، ووفقا للعديد من المصادر كانت الولايات
المتحدة تحاول دعم العناصر المتمردة في سوريا منذ فترة طويلة.
منذ اتخذت الولايات المتحدة
قرارها المتهور بدعم وتدريب المتمردين في "الدول المنتفضة"، أصبحت سياسة
واشنطن فاشلة. وقد انتهج بعض الدبلوماسيين شعارات رنانة ولكن غير فعالة فقد وعدوا
بإزالة الأسد بأيام، وذلك لم يحصل. وهذه الرغبات استندت إلى حد كبير على الغطرسة
الأميركية وعلى سيناريو ليبيا وفرض قرار بإقامة منطقة حظر جوي في مجلس الأمن
الدولي .
غضب روسيا والصين بشأن تدخل حلف
الناتو في ليبيا واغتيال القذافي، دفعهما إلى رفض أي قرار مماثل يتم طرحه حول
سوريا، وعلى الرغم من أن روسيا والصين منعتا أي محاولة أميركية لمنح الناتو الفرصة
للتحرك في سوريا، إلا أن واشنطن اختارت سياسة زيادة الدعم العسكري السري، وزيادة
الأموال وشحنات الأسلحة إلى المتمردين- بالتوازي مع حملات التحريض الطائفي التي
يتبناها رجال الدين السلفيين الوهابيين في الخليج- على أمل أن يسهم ذلك في ضعضعة
الجيش السوري وفي مضاعفة استنزاف الحرب الطائفية الوحشية.
بقاء الأسد في السلطة وعدم تدمير
الحكومة السورية وأجهزتها، حجم إدارة أوباما، فبدت غير قادرة سياسيا على المشاركة
في الأعمال العدوانية، مما دفعها لاختيار إستراتيجية "السياسة الواقعية"،
عبر استخدام الوسائل العسكرية السرية في المقام الأول لإرضاء رغبات المحافظين الجدد
–وهم صقور الكونغرس-، وإرضاء الحلفاء الإقليميين في الرياض وتل أبيب، وفي المقام
الثاني لتجنب الانجرار إلى التدخل العسكري العلني.
هذه الإستراتيجية هي ذات حدين
فمن ناحية تغذي النظرة الخاطئة للإمبراطورية الأميركية، ومن ناحية أخرى تكشف الحرص
على بناء الإمبراطورية الأميركية القوية القادرة على حكم العالم، وغزو الدول،
والتدخل في شؤونها " لما فيه خير البشرية جمعاء." هذا التصور الكاذب هو
تمثيل بشع للسياسة الواقعية للولايات المتحدة. الإمبراطورية الأميركية ليست في
عجلة لإنهاء إراقة الدماء في سوريا، أولوياتها، كما كانت منذ بداية العام 2011، هي
إزالة، أو على الأقل إضعاف الحكومة السورية، بغض النظر عن النتائج التي تقع على
المدنيين.
استخدمت الولايات المتحدة سياسة "العصا
والجزرة" للضغط على الحكومة السورية خلال "مفاوضات السلام" من اجل
دفع سوريا للقبول بالمطالب الأميركية. يعرف كل من التحالف الذي تقوده الولايات
المتحدة وحلفائها الدوليين، وروسيا وإيران، بان المتمردين يفتقرون للدعم المحلي، وللقوى
اللازمة للإطاحة بالرئيس الأسد أو لهزيمة الجيش السوري وحده.
فشل محادثات "السلام" –جنيف2-
يمكن أن يفسر على أنه نتيجة مباشرة لفشل واشنطن في فرض أهدافها.
يبقى أن ننتظر لنرى ما إذا كانت
شحنات الأسلحة "الجديدة" ستزيد من قدرة المتمردين على إلحاق الضرر
بالحكومة السورية؟.
ولكن ذلك ليس واردا في هذه
المرحلة وبالأخص مع تحرك الجيش السوري لتحرير يبرود من المتمردين، ولتأمين العبور
الحيوي والطرق اللوجستية إلى لبنان. زيادة تدفق الأسلحة إلى المتمردين تأتي بتحريض
من الولايات المتحدة، وستؤدي إلى نتائج مدمرة: تشريد المدنيين، زيادة أزمة اللاجئين،
تدمير البنية التحتية المدنية، إضافة إلى المزيد من النقص في المواد الغذائية
وفقدان العديد من الأرواح .
"اللبننة" هي
البديل؟
الولايات المتحدة وحلفاؤها غير
قادرين على إسقاط الحكومة السورية فالمتمردون الذين يقاتلون بالوكالة لا يحظون
بشعبية بين المتمردين، بينما الأسد يحظى بدعم محلي قوي، لذا قد تكون إستراتيجية "اللبننة"
هي السيناريو الأمثل وهذا ما تعمل عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها الآن.
التحريض على الانقسام بين العرب
كان الإستراتيجية التي اعتمدت من قبل الغرب لإقامة الدولة الصهيونية منذ استعمار
الأراضي الفلسطينية في العام 1948 -. إستراتيجية التقسيم قصدت الدول العربية أو
الحكومات التي ترفض الالتزام بالمطالب الصهيونية. وإستراتيجية عوديد ينون – التي
يطلق عليها اسم خطة ينون - ربما تكون الأوضح لنوايا إسرائيل تجاه جيرانها العرب:
تفكيك لبنان إلى خمس حكومات
إقليمية محلية هو سابقة للعالم العربي بأسره... تفكيك سوريا والعراق في وقت لاحق،
لمناطق تجمع الأقليات العرقية والدينية على غرار لبنان هو الهدف الإسرائيلي الطويل
المدى على الجبهة الشرقية، وإضعاف تلك الدول عسكريا كان الهدف القصير المدى. سوريا
سوف تتفكك على غرار الهيكل العرقي والديني... ونتيجة لذلك، سيكون هناك دولة شيعية "علوية"،
ودولة سنية، والدروز إلى الجولان -... كل هذه التقسيمات هي لتحقيق أهداف إسرائيل ...
الولايات المتحدة وإسرائيل
تحاولان الآن فرض "اتفاق سلام" سيكون حتما فاشلا، وضد مصالح الفلسطينيين
بينما أقوى حلفاء للمقاومة الفلسطينية يقاتلون اليوم تنظيم القاعدة في سوريا
وينزعون فتيل القنابل المفخخة المتجهة إلى الضاحية، فهم ليسوا حاضرين لدعم
الفلسطينيين ضد إسرائيل.
الولايات المتحدة وإسرائيل
تدركان تماما أهمية عزل المقاومة الفلسطينية، وفي خطابه الأخير، ذكر الأمين العام
لحزب الله السيد حسن نصر الله مستمعيه بهذه القضية الحاسمة:
الإدارة الأميركية تسعى، جنبا
إلى جنب مع الإدارة الصهيونية لوضع حد للقضية الفلسطينية، وترى واشنطن أن هذا هو
أفضل وقت لذلك لأن العالمين العربي والإسلامي غائبان تماما، فكل بلد مهتم بمشاكله
الخاصة.
وفي السياق عينه تستخدم الولايات
المتحدة الصراع السوري كورقة ضغط ضد إيران في المفاوضات النووية، وقد حاولت واشنطن
منذ فترة طويلة إخضاع إيران وذلك من خلال سياستها تجاه سوريا. وبالتالي، فإن
الصراعات الفلسطينية والإيرانية مع إسرائيل والولايات المتحدة كانت دائما تهدف إلى
الحد من حسابات الولايات المتحدة، وكانت ترتبط ارتباطا وثيقا بحل الأزمة السورية.
سعادة إسرائيل الواضحة في تدمير
سوريا وتفضيلها إزالة الأسد والحكومة السورية، يصعب إخفاؤها في بعض الأحيان. ولتعزيز
هذه النقطة، نجد أن هناك العديد من الأمثلة التي تبرهن على التواطؤ الإسرائيلي مع
المتمردين فقد نقل مئات المتمردين لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية ومن ثم
تم إرسالهم إلى سوريا مع 1000 دولار نقدا لكل شخص. وقد بذلت إسرائيل المزيد من
الجهد لتعزيز الاتصالات مع المتمردين في الجنوب، بغض النظر عن أصوليتهم، وتعاونت
مع الفصائل المتمردة خلال القصف الإسرائيلي على اللاذقية ودمشق.
في محاولة ضعيفة للتبرؤ من ذلك،
نشرت الوسائل الإعلامية الإسرائيلية معلومات خاطئة عن تعامل الطائفة الدرزية في
جنوب سوريا مع إسرائيل، ولكن الحقيقة هي أن هناك ارتباطا قويا بين الطائفة الدرزية
والحكومة السورية. في الواقع، ينبغي أن ينظر بشكل صحيح للمحاولات الإسرائيلية
لإقامة علاقات مع المجتمعات المحلية والمتمردين في الجنوب لخلق "مناطق آمنة"
حول هضبة الجولان المحتلة، ولتعزيز التطلعات الصهيونية التوسعية للاستيلاء على
الأراضي. وفقا لذلك، إسرائيل تتواطأ مع المتمردين لتلبية مصالحها الخاصة.
هناك العديد من المؤشرات التي
تلمح إلى كون الفصائل البارزة في التحالف مع الولايات المتحدة هي الأفضل، واللافت
هو أن المملكة العربية السعودية، -شريك إسرائيل الأكثر حيوية في المنطقة-هي الأكثر
فعالية وتمتلك التأثير والإرادة السياسيتين لدعم الأصوليين والإرهابيين، وهي توافق
على تفكك الدولة السورية، لضرب "التوسع الشيعي" في المنطقة.
التشبث السعودي والخليجي
بالمواضيع الطائفية، هو لإخفاء ماهية الصراعات ذات الطابع السياسي، وأيضا لتكثيف
إستراتيجية الانقسام في ومجتمعات التعددية الدينية.
هناك حدود لقدرات السعودية
الخاصة، ففي نهاية المطاف هي تعتمد على السخاء العسكري وحماية الولايات المتحدة،
وبالتالي ستنهار الشبكات الإرهابية إذا حان وقت الحسم. وبالتالي، القيادة السعودية
تستخدم القاعدة ووكلائها لدرء أي تهديد حقيقي عنها.
إسرائيل والسعودية تلعبان دورا
حاسما في حسابات الولايات المتحدة، وهما تعملان لتفكيك محور المقاومة في الشرق
الأوسط.
ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد-ناديا
حمدان
******
’’مراكش
تايمز’’ منبر
لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و الله
الموفق و السلام عليكم
ذ محمد كوحلال كاتب مدون ناشط حقوقي
مستقل مراكش المملكة المغربية
للاتصال :

No comments:
Post a Comment