بقلم :
فرغساوي يوسف
لقد
عرف عدد المباريات ارتفاعا ملحوظا هدا العام المنصرم, لكن ما نلحظه هو ازدياد
العدد وليس فرص العمل, لأنها لا تلبي تطلعات الكم الهائل من المعطلين, حيت تعلن في
المباراة عن توظيف 10 مثلا فيأتي 100000..
لقد
أضحت المباراة أداة للسخرية بقصد أو بغير قصد من المعطلين , ابتدءا من الوثائق
للازم توفيرها مرورا إلى ظروف إجراء المباراة , وصولا إلى إعلان النتائج . لقد
أصبحت الدولة تتاجر بأحلام المعطلون, بحيث أصبحت المباراة تجرى في أماكن بعيدة عن
محل سكناهم علما أن لهده المؤسسات المشغلة مراكز في كل المدن. ناهيك عن الوثائق
التي لا تعد ولا تحصى, صورة البطاقة الوطنية, عقد الازدياد, شهادة السكنى,شهادة
العزوبة, أظرفه مثنبرة ... بالله عليكم تطلبون كل هده المصاريف من المعطل
وهو يعيش عالة على أسرته..........
فبتسليط
الضوء على الإطار القانوني فإننا نلاحظ أنه
تشوبه العديد من الخروقات , مثلا
%25 قدماء المحاربين والمقاومين ومكفولي الأمة , إضافة إلى نسبة المعوقين . التأخر في نشر
لائحة المرشحين للاجتياز المباراة أو عدم نشرها نهائيا مثال مديرية الأمن الوطني
حيث تكتفي بإرسال الاستدعاءات وهناك من لا يتوصل
بها أو يتوصل بها متأخرة.
عدم
احترام السن القانوني في الوظيفة العمومية الذي هو 45 سنة كحد أقصى فهناك إدارات
تحدد السن في 40 سنة وأخرى في 35 سنة وثالثة في 30 سنة مثال الإدارة الترابية
ووزارة العدل.
عدم
احترام المدة الزمنية التي تفصل بين تاريخ اجتياز المباراة والإعلان عن نتائجها
النهائية فهناك مباريات لم تظهر نتائجها إلى حد الآن وهناك من ظهرت نتائجها إلا
بعد مرور شهور بل سنوات وعلى سبيل المثال مباراة الجماعات المحلية الإعلان عنها
كان في 2011 وإجرائها في 2012 نتائجها في 2013 ومازال هناك من لم يلتحق بعد.
عدم
نشر النتائج النهائية بما فيها لائحة الانتظار مع بيان النقط المحصل عليه كل مترشح
حسب الترتيب والاكتفاء بنشر الأسماء.
عدم
احترام المدة الزمنية التي لا تتعدى ( 60 يوم) من ظهور النتائج النهائية لالتحاق
الناجحين بوظائفهم
لقد
صار الشباب يرددون في لآونة الأخيرة , إن لم تكن لك وساطة فلا شيء لك ,
ويردون باللغة الدارجة العامية "
والله لما كانت أمك في المعروف لدقتيه ", لان هده الأشياء عشناها وعرفناها
أمام أعيننا , فمن المستحيل أو من النادر أن تجد أبناء المواطنين من الدرجة الأولى
والثانية معطلون بل يعملون في مناصب علبا ليسوا أهلا بها , أما أبناء
المواطنين من الطبقة أو الدرجة الثالثة – الفقراء والمستضعفين – فلهم الشارع
يتسكعون فيه, فالوساطة أضحت امرأ مألوفا وعاديا , حتى الدولة تمارس الوساطة حيت أنها تخصص نسبة كبيرة لأبناء المقاومين
ومكفولي الأمة ... لمادا هده النسبة ؟ انأ شخصيا لا اعرف لمادا ... . فادا أرادت
الدولة أن تنصف هؤلاء حُق لها, ودلك بتمتيعهم باجر شهري محترم, والكفالة الصحية...
لكن بأن تنصف أبناءهم على حساب أبناء الفقراء والمستضعفين , فهدا أمر يدعوا إلى
الاستغراب , فالمباراة حكمها هو الكفاءة وأن تحسم النتائج بالامتحانات الكتابية
والمقابلات العلمية لا أن تتم المناداة على المرشحين اعتمادا على المنطق الإقصائي
منطق الانتقاء الأولي الذي لا ينصف بتاتا نتيجة ظروف الجامعات المختلفة , وظروف أخرى تعرفها الدولة أكثر من غيرها ظروف
عدم تكافئ الفرص .
وبالتالي
لا يهمنا إذا كانوا كلهم معاقين أو نساء أو أبناء مقاومين لان المباراة هي الفيصل
, بدل أن تخصص نسب إلى هؤلاء بدون وجه حق
. لكن الواقع يفرض عليك إذا كنت ابن من يعمل في المخزن فانك ستعمل في
المخزن وان كنت غير دلك فانتظر حضا عترا أو اشتري وساطة ...
بالإضافة
إلى ما ذكرناه سالفا فقد برز مشكل أخر
أنضاف إلى سوابقه , وهو ارتفاع مستوى لامتحانات , هذا أمر محمود , لكن تبقى
إشكالية أخرى أخلاقية تفرض نفسها , بحيث أن المعطل حاز على الشهادة مثلا بأربع
سنوات أو اكتر , وتمتحنه في دروس ومعارف صار بينه وبينها عهد بعيد , لأنه بكل
بساطة كان يعمل عاملا , بائع متجول أو حرفة في انتظار الوظيفة المنتظرة, وبالتالي
لا يتسنى له الوقت للمراجعة أو أي شيء من هدا القبيل وخصوصا حاملي الدبلومات
المهنية , وهذا يبين قصر نضر الدولة , فإنها تكون للشارع أم مادا ؟ فادا كانت
الدولة في حاجة إلى احد تخصصات فيجب عليها أن تفتح الأبواب إلى عدد محدد قادرة على
استيعابه ولو بنسبة % 50 , تم تغلق
الباب وتفتح تخصصات أخرى نحن في حاجة بدل استيرادها من الخارج . وان تشغل المتخرج
اتوماتيكا بحيث ما زالت معارفه طرية وقادر علي العطاء , بدل تركه مدة غير محددة من
البطالة حتى يكفر بالدراسة و
الوظيفة
ويقل طموحه وتنهار قواه البدنية والفكرية , تم نناديه للمباراة فهذا أمر في غاية
السذاجة . ونتيجة هدا التدبير الأعمى
أصبحت معاهدنا وجامعاتنا قطاع عقيم وغير منتجا رغم الأموال التي تضخ في هذا
المجال.
لقد
بات للمعطلين أن يتمسكوا بالوصول إلى السراب بحيث كلت سواعدهم من كتابة الطلبات
وتعبت أقدامهم من جمع الوثائق الكثيرة كلما سمعوا عن مباراة. ليتأكدوا بدل المرة
الألف أنها سياسة إلهاء ليس إلا , سيظلون معطلين حتى شعار أخر , لأنهم في الأخير
اقتنعوا بأنه مضحوك عليهم وأخاف أن تصبح الأزمة أزمة ثقة بالأساس , فينقطع دلك
الحبل الوهن من الأمل ليخرجهم عن صمتم , فإلى متى سيصمد هدا الكم الهائل من
المعطلون , وهو يزداد عاما بعد عام ,
والمستقبل لا يندر بخير.
*******
الخبر ينطلق من هنا ،،جريدة اليومي
الصحفي،، تواكب
الحدث بجهة مراكش تانسيفت الحوز.
’’مراكش
تايمز’’ منبر
لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و الله
الموفق و السلام عليكم
ذ محمد كوحلال كاتب مدون ناشط حقوقي
مستقل، محرر بجريدة اليومي الصحفي .
للاتصال :

No comments:
Post a Comment