رسالة الى متفائل لا يتعب! من
الصحافة العبرية
رؤوبين باركو
إن طلب حكومة اسرائيل أن تعترف
السلطة الفلسطينية، التي تريد أن تنشيء لاول مرة في تاريخها وتاريخ الشعوب دولة
الى جانبنا، باسرائيل أنها دولة الشعب اليهودي، يثير علامات سؤال. فليس من المنطق
في ظاهر الامر أن يطلب شعب قديم كشعب اسرائيل ثبتت حقوقه في ارض اسرائيل بالكتاب
المقدس والكتب المقدسة الاخرى (وفي القرآن ايضا)، أن يطلب الاعتراف من الشعب
الفلسطيني الذي ما زال جنينا. وليس من المعقول أن نطلب اعترافا من شعب أوجد في
الفترة الاخيرة فقط ولا توجد في التاريخ أية شهادة على أنه كان موجودا ذات مرة في
الماضي في صورة من الصور فوق هذا الكوكب.
تثير هذه المقالة سؤال هل من المناسب أصلا أن يطلب الشعب اليهودي الذي ثبتت صلاته بهذه الارض عميقة جدا في تاريخه الموثق واقترن تاريخه بتواريخ الأمم الضخمة التي احتلت ارضنا آلاف السنين، اعترافا من الفلسطينيين وهم كيان غير مكتمل جديد منقسم ليست له أية مكانة تاريخية، جُمع في ارضنا من جميع أطراف الارض في العصور الاخيرة.
هل من كرامتنا نحن نسل بني اسرائيل أن نشترط تسوية سياسية مع الفلسطينيين الذين جاءوا من قريب باعترافهم بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي، كي نحظى فقط بحق التخلي لهم عن اجزاء من ارضنا؟ نقول واليد على القلب إنه يوجد من هذا المنظار في طلبنا من الفلسطينيين الاعتراف بنا شيء ما متناقض.
بيد أنه يجب على من يهتم حقا بالسلام لا بالتصريحات الغوغائية التي لا مسؤولية فيها، يجب عليه أن يُثبته بحيث لا يترك فيه صراعات لم تُحل. ولا يمكن لتحقيق السلام الاكتفاء برجاء قلوبنا المتفائلة بل ينبغي الفحص عن استعداد الطرف الثاني للاعتراف بنا وبهويتنا وبحقوقنا. يُصنع السلام مع بناء الثقة وازالة الشكوك. تبدأ المشكلة بأبو مازن وهو عنواننا لمطلب الاعتراف بيهودية اسرائيل. إن أبو مازن لا يعتبر بين الجاليات الفلسطينية في العالم والمناطق ممثلا متفقا عليه للشعب الفلسطيني، وهم يرون أن كل اتفاق معه لا يساوي الورقة التي كتب فيها.
يعلم أبو مازن ورجاله جيدا أن معنى الاعتراف باسرائيل دولة لليهود يشمل في حقيقة الامر تخليا فلسطينيا عن طلبهم حق العودة ومعنى ذلك انهاء الصراع والقضاء فورا عليهم. وهم لا يلقون الوزيرة لفني لاجل ذلك، فاذا كان الامر كذلك فما قيمة اتفاق من غير الاعتراف المطلوب؟ قد يكون من يؤيدون ذلك يعتقدون انه اذا وقع على الاتفاق فاننا نستطيع ان نلوح به بصفته اتفاقا ‘تاريخيا’ مع الفلسطينيين ونستطيع ان نتهمهم في اليوم الذي ينكث فيه (ومن الواضح أن نهاية الامر معلومة قبل ذلك).
الحقيقة هي أن لأبو مازن ورجاله أجندة تختلف غاية الاختلاف عن رؤيا ‘دولتين للشعبين’. إن هذه الأجندة تشمل طلبهم الذي لا يتنازلون عنه وهو عودة اللاجئين الى اسرائيل والقضاء على الكثرة اليهودية فيها وانشاء ‘فلسطين من البحر الى النهر’. ولهذا لا يستطيع أبو مازن ولا يريد الاعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي. وهذا مثير للاهتمام لكن أبو مازن يصر على رفض الاعتراف هذا ‘بسبب مواطنيها الفلسطينيين الذين سيظلمون’ ايضا. ولما كان الامر كذلك فانه يرى نفسه ايضا راعيا للارهابيين العرب من مواطني اسرائيل ويطلب الافراج عن ‘فلسطينييه’ من السجون الاسرائيلية. وتشير هذه الرعاية الى صلة الملكية التي يشعر بها ‘الرئيس′ نحو مواطني اسرائيل العرب. لو أن أبو مازن أراد حقا أن يؤسس دولة فلسطينية الى جانبنا لسارع الى تبني اقتراح الوزير ليبرمان و’حرر فلسطينييه’ الذين يخضعون للاحتلال و’الفصل العنصري’ ووسع دولته. لو .
تثير هذه المقالة سؤال هل من المناسب أصلا أن يطلب الشعب اليهودي الذي ثبتت صلاته بهذه الارض عميقة جدا في تاريخه الموثق واقترن تاريخه بتواريخ الأمم الضخمة التي احتلت ارضنا آلاف السنين، اعترافا من الفلسطينيين وهم كيان غير مكتمل جديد منقسم ليست له أية مكانة تاريخية، جُمع في ارضنا من جميع أطراف الارض في العصور الاخيرة.
هل من كرامتنا نحن نسل بني اسرائيل أن نشترط تسوية سياسية مع الفلسطينيين الذين جاءوا من قريب باعترافهم بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي، كي نحظى فقط بحق التخلي لهم عن اجزاء من ارضنا؟ نقول واليد على القلب إنه يوجد من هذا المنظار في طلبنا من الفلسطينيين الاعتراف بنا شيء ما متناقض.
بيد أنه يجب على من يهتم حقا بالسلام لا بالتصريحات الغوغائية التي لا مسؤولية فيها، يجب عليه أن يُثبته بحيث لا يترك فيه صراعات لم تُحل. ولا يمكن لتحقيق السلام الاكتفاء برجاء قلوبنا المتفائلة بل ينبغي الفحص عن استعداد الطرف الثاني للاعتراف بنا وبهويتنا وبحقوقنا. يُصنع السلام مع بناء الثقة وازالة الشكوك. تبدأ المشكلة بأبو مازن وهو عنواننا لمطلب الاعتراف بيهودية اسرائيل. إن أبو مازن لا يعتبر بين الجاليات الفلسطينية في العالم والمناطق ممثلا متفقا عليه للشعب الفلسطيني، وهم يرون أن كل اتفاق معه لا يساوي الورقة التي كتب فيها.
يعلم أبو مازن ورجاله جيدا أن معنى الاعتراف باسرائيل دولة لليهود يشمل في حقيقة الامر تخليا فلسطينيا عن طلبهم حق العودة ومعنى ذلك انهاء الصراع والقضاء فورا عليهم. وهم لا يلقون الوزيرة لفني لاجل ذلك، فاذا كان الامر كذلك فما قيمة اتفاق من غير الاعتراف المطلوب؟ قد يكون من يؤيدون ذلك يعتقدون انه اذا وقع على الاتفاق فاننا نستطيع ان نلوح به بصفته اتفاقا ‘تاريخيا’ مع الفلسطينيين ونستطيع ان نتهمهم في اليوم الذي ينكث فيه (ومن الواضح أن نهاية الامر معلومة قبل ذلك).
الحقيقة هي أن لأبو مازن ورجاله أجندة تختلف غاية الاختلاف عن رؤيا ‘دولتين للشعبين’. إن هذه الأجندة تشمل طلبهم الذي لا يتنازلون عنه وهو عودة اللاجئين الى اسرائيل والقضاء على الكثرة اليهودية فيها وانشاء ‘فلسطين من البحر الى النهر’. ولهذا لا يستطيع أبو مازن ولا يريد الاعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي. وهذا مثير للاهتمام لكن أبو مازن يصر على رفض الاعتراف هذا ‘بسبب مواطنيها الفلسطينيين الذين سيظلمون’ ايضا. ولما كان الامر كذلك فانه يرى نفسه ايضا راعيا للارهابيين العرب من مواطني اسرائيل ويطلب الافراج عن ‘فلسطينييه’ من السجون الاسرائيلية. وتشير هذه الرعاية الى صلة الملكية التي يشعر بها ‘الرئيس′ نحو مواطني اسرائيل العرب. لو أن أبو مازن أراد حقا أن يؤسس دولة فلسطينية الى جانبنا لسارع الى تبني اقتراح الوزير ليبرمان و’حرر فلسطينييه’ الذين يخضعون للاحتلال و’الفصل العنصري’ ووسع دولته. لو .
إن لأبو مازن ايضا ‘مشكلة اسلامية’. فلو أن
أبو مازن اعترف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي لقبل ما جاء في القرآن من آيات
تُبين أن ارض اسرائيل اعطاها الله لبني اسرائيل، الشعب المختار. ولأوجب ذلك على
المسلمين بعامة أن يعترفوا بأننا بنو اسرائيل ورثة الارض في القرآن (لا ذكر
للفلسطينيين في القرآن)، ولأفضى ذلك الى ‘نهاية الصراع′. ويفضل أبو مازن التفسير
الاسلامي المتطرف الذي يرى أن اليهود مؤقتون في فلسطين لأنهم فقط طائفة دينية
موزعة في العالم نزل بها الغضب الالهي الأبدي، وليسوا شعبا يستحق دولة. إن كل
‘متفائل’ يوافق على أن معنى طلب اسرائيل اعتراف الفلسطينيين بأن اسرائيل دولة
الشعب اليهودي هو انهاء الصراع. وهذا طلب منطقي واجب من اجل السلام وينبغي ألا يتم
التخلي عنه.
اسرائيل اليوم 23/1/2014
اسرائيل اليوم 23/1/2014
No comments:
Post a Comment