الإدمان
ذ.أيمن الأزدي
يعتبر الإدمان في وقتنا الحالي
،آفة العصر التي تفتك بزهرات جيلنا دون رحمة أو هوادة ،إنه سلوك مرضي ،يعتمد تعاطي
مادة غريبة مخدرة تدخل الشخص في غيبوبة ،و تحمله إلى عالم السعادة ،الذي تنعدم فيه
المسؤولية ،وينتفي الإحساس بالواجب ،و لعلنا ندرك الفوضى التي يرتضيها المدمن
لنفسه ،من خلال سعيه لحياة بوهيمية لا يعيشها حتى أبلد أنواع الحيوانات .
و في وقتنا هدا،نجد أن هدا الداء
،بدأ ينخر القاعدة الهرمية المغربية ،و التي تتشكل من الشباب الحيوي،و الطامة الكبرى ،عندما نجد أن
التخدير و المواد المخدرة ،بدأ يغزو المؤسسات التعليمية ،و ينتشر في أوساط التلاميذ،حيث
أصبحت الغالبية العظمى منهم من أرقى أنواع زبائن بائعي المخدرات ،يتعاطون شرب
السجائر و الكحول ،والحشيش و الكيف و النفحة ،وغير دلك من التسميات التي يعج بها
عالم الرعاع داك ،متناسين أن هدا السلوك،يؤدي إلى هلاك الصحة ،و ينمي بعض الأمراض
وسط المدمنين ،حيث أن مشكلة الإدمان تكمن خطورتها في أنها تمس حياة المدمن الشخصية و الإجتماعية،من حيث علاقته
بنفسه ،و علاقته بأسرته و المجتمع ،فيما يؤدي انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة
الجرائم داخل المجتمع ،كالسطو و السرقة و الإغتصاب ،عدا شيوع بعض الأوبئة الفتاكة
كنقص المناعة المكتسبة "الإيدز" .
إننا عندما نرفع عقيرتنا بالصراخ من أجل التنبيه إلى خطورة الوضع ،نأمل أن يتجه
كل مدمن إلى ترويض نفسه من أجل الإقلاع عن هذه الآفة قبل فوات الأوان، كما نطلب من
المسؤولين أن يبادروا بالضرب بيد من حديد على كل مروج لهذه السموم داخل المجتمع
،علما من أن المسؤولية الأولى تبدأ من الأسرة التي يتوجب عليها مراقبة أبنائها و
بناتها جيدا ،و توجيههم نحو السلوك القويم والايجابي ...وللكلام بقية.
رئيس جمعية الأدب و الفنون للتنمية و الثقافة مراكش 
No comments:
Post a Comment