مصطفى
"دوبل تيت" Double tête
الأستاذ فرغساوي يوسف
ولكم
كان حزنه شديدا عندما تصفح تلك الورقة الصفراء بين يديه , ظل يرمقها بعينين
جاحظتين كأنما يحاول إيجاد أرقام مختلفة عن تلك التي يراها الآن , قبل أن تقع تصرفيقة الأستاذ على وجهه ليوقظه من دهشته . ثم يصرخ في وجهه : سير يالمسخوط راك مضوبل وقول ليهم دابا راه العام طويل
. أحس مصطفى بالدموع تكاد تزهق من عينيه المعمشتين لكن رجولته منعته من ذلك
فزملائه وحتى تيتيزات القسم هنا , منهم من هو سعيد بانتقاله إلى المستوى الإعدادي
ومنهم من كان حاله من حال فتاح يحصد ثمار اللعب و التسركيل طيلة العام الدراسي ...
عاد
مصطفى إلى منزله يتجرع مرارة نقطته السوداء في حين ظل راسما ابتسامة صفراء يحاول
بها قمع أعين البركاكة في الدرب , فهاهي مرآة الحاج بوشعيب مقردة في الشرجم تسأل
كل من هب ودب عن نتائجه الدراسية قبل أن تقع عينيها على المسكين مصطفى وتسأله : قالو ليا ضوبلتي واش بصاح ؟؟؟ "
نظر إليها مصطفى والغضب يتآكل ملامحه :
" ونتي سوقك ؟؟؟ سيري قابلي راجلك راه قالو ليا مزوج عليك واحد الزعرة , واجي قابليني انا "
بالكاد أنهى جملته تلك حتى بدأت بالصراخ مرددة :
" سير يا الكاسول راجلي مامزوج عليا عاد كنت عند سيدي العربي مول
المجامر وقاليا راجلك كي الخاتم فصبعك ..."
لم
يعر فتاح أهمية كبيرة لكلامها بل ظل يجر خطواته وهو عائد إلى المنزل , الأخبار
انتشرت في الدرب والبركاكة قاموا بعملهم على أحسن ما يرام فقد ذهبوا وشراوها
لمصطفى مسكين واخبروا والده بنتائجه هذا الأخير الذي كان بانتظاره مع الهراوة , في
حين ستصرخ أمه من هول الفضيحة أما العشرون درهم التي كانت جدته ستهديها له بمناسبة
نجاحه فقد مشات مع البرد ...
هاهو
ذا مصطفى أمام عتبة دارهم , أخرج الورقة الصفراء وظل يرمقها بحزن وخوف شديدين , تردد
كثيرا قبل أن يطرق الباب , وفجأة يخرج والده بقلدته
العامرة , ظل يرمقه بعينين ساخطتين في حين ظل
المسكين مصطفى منكمشا . اشنو عند الميت مايدير قدام غسالو ؟؟. فجأة يجره والده من
عنق قميصه ويدخله إلى المنزل وهو يصرخ :" زيد قدامي ..."
وكما
توقع فتاح . بل وكما تخيل المشهد , أمه تصرخ : ياك أولدي ؟؟؟ الله ياربي على شوهتي قدام العيالات ...
" في حين ظلت جدته تقلز له من القنت وتقول له :
هاهي عشرين درهم أراس الطارو , اخزيت بحالك بحال
باك " وفجأة يصرخ في وجهه
والده : " ارا ديك النتيجة لهنا " , ظل المسكين يترعد كمن باغثته سكرات
الموت قبل أن يناوله النتيجة , أحس بان والده سيشبع عينيه بجمالية نقطه المتحنسرة
قبل أن يدخله إلى الغرفة حيث سيحمله تحميلة الموسم وفي لحظة مباغتة هرول إلى
المرحاض ودخل وأغلق على نفسه الباب , نظر والده إلى النتيجة وعلامات السخط والغضب
تتزايد على سحناته , قبل أن يصرخ بصوته المبحوح : "
يااااك أولد الحرام ؟؟؟ جايب ليا واحد
فالقران الكريم , بايت ليماك مع النصارى؟؟؟ "
قبل أن يقاطعه مصطفى من موقعه داخل التواليت : والا
ألواليد , هاديك راها سبعة ماشي واحد ( كذاب بروفيسيونيل ) يجاريه والده في
حماقاته :
"
واخا وهاد تلاتة فالعربية ديال اش ؟؟؟ كابر مع لكوار ؟؟؟
يالاه حطاتك الطيارة ؟؟؟ ...
وهاد
ربعة فالفرنسية ؟؟؟ " قبل أن يصرخ فتاح :
"
ولا واراه هزو ليا النقط ديالي وعطاوهم لولد المدير أبا. ) ...
فجأة
يقترب والده من باب المرحاض ويطرقه بقوة وغضب وهو يصرخ :
"دابا
غير قول ليا واش غاتخرج ولا نهرس الباب ؟؟؟" في حين ظلت الجدة تردد :
"
خرجوه ولا جيبو ليا شي سطيلة. بغيت نبول ... حابساني البولة...
أما
الأم فقد ظلت تتحايل على الأب لينعل الشيطان ويسامح مصطفى هذه المرة , وفي كل مرة
كانت الجدة تقاطعها محاولة شعلها بين ابنها وزوجته :
" والله ماكاين لي خارج عليك وعلى تريكتك
أولدي قد هاد المرا , كون تزوجتي رقية بنت خالك حميدة كون واهلي فين وصلتي"
...
فجأة
تصرخ الأم في وجه الجدة :
"
بزاف عليك ايوا راه ختارني انا ماختارش ديك الهيشة ديال بنت خوك "
تقاطعها الجدة وهي تتظاهر بالمرض :
"
اش هادشي كانسمع أولدي ؟؟؟ راني فدارك وكانتكرفص ... اح أقلبي ... ناري شداتني
السخفة ديال الموت " يصرخ الزوج بلعيد :" سكتي اديك المرا وعرفي اش
كاتقولي لوليدة " تجيبه زوجته على سبة :
" يااااااك ؟؟؟... ايوا اسيدي طلقني أنا
غادا لدار با شبع بمك وبرقية "
في
حين تتوجه إلى غرفتها لتجمع أغراضها وهي تصرخ خرج أولدي من التواليت ويالاه معايا "
ولكم
كانت سعادة مصطفى كبيرة , فقد تخلص من تحميلة والده بالفن ,
وما
أن فتح الباب حتى امسك به والده من
قرجوتته وهو يهمس له في أدنه :
شديتك
يا حلوف الغيس يا الضبع ياالصفريط ...
قبل
أن يصرخ مصطفى طالبا النجدة من امه :
"
واااامييييي .... واااامييييي" ...
تركض
الأم باتجاهه وتفلته منه بالقوة وتجره وشاكوش ملابسها وهي تردد :
"
صيفت ليا البرا ديالي "
في حين ظل المسكين بلعيد يتبعها والحنان يغمر
لكناته :
"
نعلي شيطان الحبيبة ديالي " ... أما الجدة فقد ظلت تصرخ من القنت :
"
الما والشطابة غدا نخطب ليه جميلة بنت ختي عيشة ( مابقاتش رقية ؟؟؟)
ومن
كل هذا الستون الرابح الوحيد هو مصطفى , بالرغم من انه لا يدرك عواقب فعلته..يتبع
مدون
من مراكش سيدي يوسف بن علي
****
No comments:
Post a Comment