
ذ. صغير سعيد " ألمانيا"
قافلة الكلاب
تخط
سطرا لتنجو من ألم الكلمات، عبارة الفلك التي لا تجري، ونوح لا يقدم الشباب هدية
للأسماك. سير مغترب لا يعرف الطريق الى روما، يتعثر في حفر ويضيع في المتاهات. زنجي
لا ينجو من بطش قافلة الكلاب التي تسير على رأسها أنثى خصبة. سياج الحضانة قرب
الجامع الصغير، حمام الحرب يحلق فوق رؤوس الكلاب قبل أن تدخل في الصلاة بلا وضوء. عبد
أصفر وقرد أشقر والباقي كلاب. زرني في مغارتي كي أحكي لك عن سنن الوضوء وعن أوقات
الصلاة.
أعصر
عقلك وشق قلبك كي ترى صورة الإله فوق شجرة الخروب. ليس كمثله شيء و له الأسماء
الحسنى. فاصنع له صورة في ذهنك الصغير فوق شجرة الزيتون أو العرعار أو اختم عليه
بخاتم من ذهب ثم احفظه في قلبك الكبير. سقف بيتنا الحقير لا يحمينا من العواصف
والرياح، وربي يحميني من اليأس ومن الجراح. مركبتي تسير باسم الله لا بالمحروقات. خراف
جارنا لا تذبح في عيد الأضحى ولا ترعى في مزبلة السوق ولا تنساق مع المعجزات. صوت
الأفعى من تحت الأحجار لا يسمعها الا قطنا عنترة. كلبنا زروق لا يسير مع قافلة
الكلاب، ويفضل الصداقة مع خنزير الغاب. ساعة الحقيقة قريبة منا ولا يحجبها الا
خمار، نسجه عنكبوت يهاب التغيير ويحلم بحياة فوق السحاب.
غابة
القرود فيها حمار حكيم لا يظلم أحدا، أحمر لا يحمل الأثقال ولا يجر العربات. نزوات
فرديه وغرور فأرة زادها شرب المدام. صحيفة تكذب ليل نهار، تمجد ذاك الحمار و القرد
القائد نائم فوق التراب. جاءت قافلة الكلاب من وراء تلة العرعار، الأنثى الخصبة
على رأسها لا تغار. صاح قرد طفل، إني أرى ذئابا يا أماه. قال الحمار أنهم كلاب، في
قافلة الرذيلة وراء أنثى، دافعهم غريزة وشهوة و طمع ورجاء. سيد القرود يسرح شعره
بمشط جائه من بلاد الشام، يرش عطرا من باريس ومؤخرته مفتوحة ظاهرة للعيان.
سطر
بقلمك شعرا أو نثرا أو حكاية عن مغامرات الحمار. كبر صوتك وافتح عينيك ولا تغلق
أذناك ليل نهار. البحر عميق فلا تدخله الا بعد الاستئذان، سمك القرش شبع من عظام
العباد و مل أكل اللحم فدخل في شهر الصيام. عصفور من الشمال ريشه مزركش يتباهى
كأنه من النعام، يخفي رأسه في رمال الصحراء، و لو كانت له أصابع لجعلها في أذنيه
كي لا يسمع كل هذا الكلام.
*********
No comments:
Post a Comment