المغرب يعيش انتفاضة شعبية عارمة مراكش تغلي

المغرب يعيش انتفاضة شعبية عارمة مراكش تغلي

ذ. محمد كوحلال

يوم الجمعة 28 / 12 / 2012 شهدت مدينة مراكش انتفاضة شعبية عارمة. شارك فيها الآلاف من المواطنين  / ات /  من كل الأعمار بحي سيدي يوسف بن علي المعروف بالهشاشة والفقربمراكش.

سبب الانتفاضة يعود إلى غلاء فواتير الماء و الكهرباء, بالحي المذكور الذي وصفه الحسن الثاني بحي الأوباش خلال انتفاضة 1984 .

بعد صلاة الجمعة اجتمع الدراويش و الدرويشات بساحة ,, المصلى,, قلب الحي التجاري للتنديد بهذا الغلاء الممنهج الذي تهدف من خلاله السلطة الى تفقير ساكنة الحي, حتى يعيش الدراويش بين غياهب الفقر, بعقلية البحت عن لقمة العيش, و الابتعاد عن السياسية. لان الساكنة لها تاريخ كبير في الاحتجاجات ضد السلطة.

قلت..
 بعد الصلاة مباشرة توجه الغلابة في مسيرة شعبية سلمية , لتقابلهم  السلطة بقمع وحشي همجي مفرط جدا, وضرب الصغار و الكبار,و حتى النسوة لم يسلمن من الهراوات بشكل مبرح جدا.

 الإصابات كثيرة جدا في صفوف المواطنين, و من خلال ما شاهدته فقد استعملت القوات العمومية الغازات المسيلة للدموع, حتى صارت الغازات عبارة عن كوكبة تغطي سماء المدينة , في حين كان بعض رجال الشرطة المدنية بدراجاتهم النارية, يلاحقون الناس بين الدروب و يضربونهم بشكل همجي.

 استعملت السلطة أيضا شاحنة لرش الغاضبين بالماء و الغريب في الأمر حسبما تابعته ,ان التعليمات السلطوية كانت واضحة من خلال التدخل القوي لقوات القمع السريع, و قوات مساعدة وشرطة مدنية.

عندما كنا نفر من فيالق القوات العمومية, كنا ندخل إلى احد الدروب و كانت النسوة يضعن أمام أبواب بيوتهن الماء لمن يرغب في الشرب او غسل الأطراف.

 إذا تحدت عن الإصابات الخفيفة, فهي تصل بالمئات,و إن كان حديتي يخص الإصابات  التي تم نقلها إلى المستشفى المركزي فليس لي رقم محدد.

اكتر  من شهر و نحن نتظاهر بشكل سلمي,  أمام إدارة توزيع الماء و الكهرباء, التي هي تحت سيطرة وزارة الداخلية , ولم يتم ضرب أي كان من المواطنين, ولم يفتح أي حوار , لكن السلطة عندما تبين لها, ان الوقت ضيق بسبب اقتراب عطلة نهاية العام , حيت ستشهد مراكش توافد عدد كبير من نجوم السينما و السياسة و شخصيات عالمية لقضاء ليلة نهاية السنة , استعملت القوة المفرطة و استقدمت قوات أخرى,من خارج المدينة, ظنا منها انها سوف تجبر الناس على البقاء في بيوتهم, و تحمل جنون الفواتير.

الحي معروف على صعيد المدينة, انه من أفقر أحياء مراكش, و الدخل الفردي ضعيف جدا جدا جدا 

عندما قامت القوات المخزنبة بضرب الصغار و الكبار وحتى الشيوخ, بل حتى الأطفال, شاهدت أثار الضرب على ظهر طفل, عمره بالكاد يصل إلى 14 ربيعا.

هناك من تعرض أبوه أو أمه للضرب, و عليه فما سمعته من ألسن  الدراويش صباح السبت
 29 / 12 / 2012 فإنهم مصممون على  الانتقام لان الاهانة , والاحتقار سوف يعود على السلطة بانتفاضة عارمة سلمية , قد تتسع رقعتها.

عندما كنت مع الشباب نمارس سياسة الكر و الفر , تذكرت أمر إخوتي في البحرين و ما يعانونه من تعتيم إعلامي مدروس دوليا. وجدت نفس الصيغة بمراكش يوم أمس الجمعة
  28 / 12 / 2012 . هو نفس الأمر, لقد تعرضنا للاهانة مقابل ,  تعتيم إعلامي محلي  واضح تم  ترويج الأكاذيب و تغير الحقائق. حيت وصفت الأقلام المأجورة الغاضبين الفقراء اللذين أتوا من أحياء كثيرة بمراكش أنهم مشاغبون,و تم اعتقال 30 منهم.

 ياههههههههه  قال لي رفيق ,اليوم, لا تستغرب يا رفيقي, فالدول الغير الديمقراطية تمارس هذا النوع من الإعلام للتغطية على جرائمها.

وزارة الداخلية  بلا حياء و بشكل غبي جدا , تنعت الغاضبين  بمراكش بأنهم تجمهروا بدون رخصة, و نحن تجمهرنا اكتر من 30 يوما, ولم نسمع مثل هذه الخرافات, وتعلل تدخلها بهذه النكتة البايخة.

 طبعا وزير الداخلية ليس الا بيدق مسخر, من طرف من يسيرون البلاد خلف أسوار البلاط, اقصد الحكومة الحقيقية = حكومة المستشارين = حكومة الظل.

السبت 29 / 12 / 2012 شاهدت حضور تعزيزات أمنية كبيرة. 5 شاحنات للقوات العمومية  من خارج المدينة , وحصار عسكري على الحي و تضيق على حركة مرور الدراويش.

 انه المغرب الذي وصفه القوادون الكذابون, بأنه استثناء و ان الثورة لن تصل رياحها إليه. ترى ماذا جرى يوم الجمعة الأسود ؟

 انه الشعب الفقير المسكين المغلوب على أمره, ينتفض لأنه لم يجد كسرة خبز تشبعه , فكيف له أن يجد المال لأداء فواتير ملتهبة قيمتها الخيالية ,تحط بخزائن الدولة؟

          من حي سيدي يوسف بن علي الثوري الغاضب أحييكم مراكش

إلى اللقاء