حكيمة الوردي
إذا كان مهرجان الخليج يسلط الضوء ويدعم الأفلام الخليجية سواء من هم ضمن
مجلس التعاون الخليج أو ضمن منطقة الخليج العربي، فإن "مهرجان دبي" يحمل
صفة عالمية أكثر، وتشارك فيه أفلام من شتى الإنتماءات الثقافية. ومن متابعتي لهذا
المهرجان الهام أجد أن الثقافة السينمائية المغاربية تكاد أن تكون غائبة عنه أو هي
خجولة التواجد.
ولا شك أن "مهرجان دبي
السينمائي" قد حقق نجاحات كبرى
للسينما العربية وغير العربية ورسخ قيماً سينمائية وأعراف مهمة في تقييم الفيلم
السينمائي من خلال طبيعة المنافسة.
ويأتي هذا النجاح بإدارة شفافة
متمثلة برئيس المهرجان "عبد الحميد جمعة" ومديره "مسعود أمر الله"
اللذين يعملان بصمت ويحققان نجاحات هامة عاماً بعد عام. ولكن مأخذنا الوحيد على
المهرجان هو شبه غياب السينما المغاربية، التونسية والمغربية والجزائرية واليوم
السينما الليبية التي تحاول العمل والنشاط.
ماذا يمكن لـ"مهرجان دبي" تقديمه للسينما المغاربية؟
لا أحد يستطيع إنكار نكهة
الفيلم المغاربي الذي يختلف تماما عن أفلام المشرق العربي، فالأفلام المغاربية
أولا وعلى مستوى الموضوع والأجواء المعكوسة على الشاشة والفيلم السينمائي، هي
أفلام تأتي من تباين طبيعة المشكلات الواقعية وطبيعة وسيكولوجية الشخصية المغاربية.
كما وأن إقتراب السينما المغربية وتأثرها المباشر والمنطقي بالسينما الفرنسية من
ناحية الشكل واستخدام مفردات لغة التعبير السينمائية يعطيها بعداً فنياً ربما أهم
من أفلام المشرق العربي. فهي أقرب للقياسية لأن هذا الكم من الإنتاج السينمائي
المدعوم من قبل "فرنسا" بشكل خاص يعطي بالضرورة الجدلية شخصية الفيلم
المغاربي المتقاربة من شخصية الفيلم الفرنسي من ناحية القيمة الفنية وليس من خلال
عملية تجاوز الواقع. فالفيلم المغاربي هو فيلم يمثل إنعكاس الواقع من خلال رؤية
سينمائيين مغاربيين يشعرون بدور الثقافة في تطوير مجتمعاتهم. فهم مغاربيون وليسوا
فرنسيين ولكن طبيعة الإنتاج السينمائي تحتم نمطا من الأفلام بحكم الضرورة ومعايشة
ثقافة مختلفة فرضت عليهم وصاروا جزءاً منها شئنا أو أبينا. ولكن هذه السينما التي
تستهدف الواقع فإنها تبلور هويتها يوما بعد يوم.
تلاقح الثقافة المشرقية
والثقافة المغاربية هو شأن هام لا تحققه سوى فرص المهرجانات السينمائية ومنها
بالذات "مهرجان دبي السينمائي".
ومن منبرنا هذا أدعو إلى أن
يسعى "مهرجان دبي السينمائي" إلى إعطاء الفيلم المغاربي أهمية خاصة
وأيضا أدعو مهرجانات السينما في "المغرب" إلى إيلاء الفيلم الخليجي
أهمية خاصة أيضا، فإني ومن خلال تغطيتي للمهرجانات المغاربية لم أجد للفيلم الخليجي تواجداً وحضوراً بين الأفلام.
تلاقح الثقافات هو من تلاقح
الحضارات والثقافة المرئية ـ السينمائية هي أهم الفنون، ولذلك ينبغي أن تلعب
المهرجانات دورها في تحقيق هذا الهدف،
سيما ونحن نعيش مرحلة متعبة بكل ما تعنيه كلمة التعب من معنى على المستوى الثقافي
بسبب الأحداث التي أطلق عليها "الربيع العربي" والذي بسببه نلمس تراجعا
في ميدان الثقافة لم يكن سببه السينمائيون بل السلطات الجديدة الآتية التي تحول
دون نهوض السينما وهو أمر مؤسف وأكثر من مؤسف حقا. أدعو "مهرجان دبي
السينمائي" إلى الإعتناء بالثقافة السينمائية المغاربية، وليكن لها حضور على
مستوى الإنتاج السينمائي وعلى المستوى الإعلامي أيضا. صحفية وكاتبة / الرباط
***********
ذ محمد كوحلال ’’مراكش تايمز’’
منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و
الله الموفق و السلام عليكم
كاتب مدون و ناشط حقوقي مستقل, ولد الشعب 00212663575438
البريد
Khllmed80@gmail.com
******
*****
الموقع على
اليوتوب:
*****
موقع ذ محمد
كوحلال / الحوار المتمدن / الدانمارك
********
موقع ذ كوحلال
/ عرب تايمز / أمريكا

No comments:
Post a Comment