Monday, July 16, 2012

أقلام المدونين الموهوبين المغاربة ابراهيم بايعيش أنموذجا..همسة في أذن حواء



 همسة في أذن حواء
هنا حيت الخنساء ترثي أخاها صخرا , على إيقاعات الشعر تستبشر بالجنة ,
التي زف بها أبناؤها  تحت وقع فاجعة الرحيل , والبشرى الكبرى في أحضان
الجنة , وحيت زانوبيا الشماء , عصفورة الشرق يغازلها النشيد الجبار ,
وعزة النفس , وكبرياء العربية الحرة والنخوة , تمشي  خيلاء  في وجه
الرومان , ترمق بأعين النسور الفضاء , تأبى الموت بلغة الجبن , وحيت هند
متعبة الحجاج , التي تسقط الدينار فتقول للحجاج, ياغلام آت الدرهم فيحمله
كل مرة , فيقول ياابنة  المهلب هذا دينار وليس درهم, فتقول الحمد لله
أضعنا درهما وأنعم الله علينا بالدينار  , وهنا المرأة العربية , كما
يصفها التاريخ دون مجاملة , وهنا الحرورية تقسم أن تصلي في الكوفة بسورتي
البقرة وآل عمران فتبر بقسمها وتدخل و جيش زوجها الكوفة والحجاج  يقف
عاجزا أمام هذه المرأة الفذة لا يفعل شيء فتعود أدراجها وقد برت بما
أقسمت .
هذه هي المرأة العربية كما عرفها  التاريخ , عصامية , شجاعة , ذكية ,
تجدها حاضرة , في شتى المجالات , الفكرية , والسياسية , الدينية ,
والفلسفية , والأدبية , بل والحربية , فهي لا تقتصر على دور الأمومة , بل
تتعداه لتسقينا من ينابيع قدراتها لتظهر دائما أن التأنيث باسم الشمس ليس
عيب , وأن التذكير ليس فخرا للهلال  , بل على العكس فكثير ا ما نجد
المرأة فاقت الرجال , وأن من الرجال من لا يستحق حتى أن ينعت بالمرأة, بل
على العكس من النساء من توصف بالرجل , لعظمتها , فتجدها كالبلسم الذي
يطيب به جرح المجروح , وكالنهر الجاري الذي يزيل لهفة الظمآن , وكالنجوم
في السماء الذي تهتدي به السفن الحيرانة في عتمات الظلام , هكذا نريدها
امرأة تخجل من طلوعها الشمس والقمر , يفتخر بطلعتها البدر , ويلفها
الربيع بزهوره وعطره , يستيقظ لها المرجان واللؤلؤ , يلفها المجد
والكبرياء , يتغنى بمجدها الكتاب والشعراء , مدرسة للكل , وطيب ريحها
أينما حلت تفوح  كرائحة الفل  والقرنفل , لا امرأة تعتاد الحانات ودور
الرذيلة , تبيع جسدها بثمن بخص , ليعبث به الجبناء والضعفاء سرا في
الظلماء , فتجني على نفسها وعلى غيرها , وتضيع مستقبل أمة بأكملها ,
وبالثالي لا نستفيد من طاقاتها ومكاسبها ,  التي أغلقته ووجهته صوب الموت
, حتى تكون دفينته أحزانها , فتحرم نفسها وتحرمنا من أن نراها شعلة نضيء
بها طريقنا , إلى بر النجاة والأمان . حيث لا عذر لها مهما حاولت أن تبرر
 الأسباب والدوافع التي جعلتها تنغمس في هذه الظلمات , ليتبرأ منها الذي
قد لا يبلغ مثقال ظفرها ,لو أنها حافظت على نفسها .
وإذ نحن نلومك غيرة منا سيدتي , فإنما نحب أن نراك تلك المرأة العربية
التي نفتخر بها جميعا , قرشية اللغة , يمنية الحكمة  , تقطر بالجمال
والكمال ظاهرا  وباطنا .
مدون من الدار البيضاء
///////////---------//////////****
ذ محمد كوحلال ’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و الله الموفق و السلام عليكم
كاتب مدون و ناشط  حقوقي مستقل, ولد الشعب   00212663575438
البريد
******
***** 
الموقع على اليوتوب:
*****
موقع ذ محمد كوحلال / الحوار المتمدن / الدانمارك
********
موقع ذ  كوحلال   / عرب تايمز / أمريكا
***********

No comments:

Post a Comment