همسة في أذن حواء
هنا حيت الخنساء ترثي أخاها
صخرا , على إيقاعات الشعر تستبشر بالجنة ,
التي زف بها أبناؤها تحت وقع فاجعة الرحيل , والبشرى الكبرى في
أحضان
الجنة , وحيت زانوبيا الشماء
, عصفورة الشرق يغازلها النشيد الجبار ,
وعزة النفس , وكبرياء
العربية الحرة والنخوة , تمشي خيلاء في وجه
الرومان , ترمق بأعين النسور
الفضاء , تأبى الموت بلغة الجبن , وحيت هند
متعبة الحجاج , التي تسقط الدينار
فتقول للحجاج, ياغلام آت الدرهم فيحمله
كل مرة , فيقول ياابنة المهلب هذا دينار وليس درهم, فتقول الحمد لله
أضعنا درهما وأنعم الله
علينا بالدينار , وهنا المرأة العربية , كما
يصفها التاريخ دون مجاملة , وهنا
الحرورية تقسم أن تصلي في الكوفة بسورتي
البقرة وآل عمران فتبر
بقسمها وتدخل و جيش زوجها الكوفة والحجاج
يقف
عاجزا أمام هذه المرأة الفذة
لا يفعل شيء فتعود أدراجها وقد برت بما
أقسمت .
هذه هي المرأة العربية كما
عرفها التاريخ , عصامية , شجاعة , ذكية ,
تجدها حاضرة , في شتى
المجالات , الفكرية , والسياسية , الدينية ,
والفلسفية , والأدبية , بل
والحربية , فهي لا تقتصر على دور الأمومة , بل
تتعداه لتسقينا من ينابيع
قدراتها لتظهر دائما أن التأنيث باسم الشمس ليس
عيب , وأن التذكير ليس فخرا
للهلال , بل على العكس فكثير ا ما نجد
المرأة فاقت الرجال , وأن من
الرجال من لا يستحق حتى أن ينعت بالمرأة, بل
على العكس من النساء من توصف
بالرجل , لعظمتها , فتجدها كالبلسم الذي
يطيب به جرح المجروح , وكالنهر
الجاري الذي يزيل لهفة الظمآن , وكالنجوم
في السماء الذي تهتدي به
السفن الحيرانة في عتمات الظلام , هكذا نريدها
امرأة تخجل من طلوعها الشمس
والقمر , يفتخر بطلعتها البدر , ويلفها
الربيع بزهوره وعطره , يستيقظ
لها المرجان واللؤلؤ , يلفها المجد
والكبرياء , يتغنى بمجدها
الكتاب والشعراء , مدرسة للكل , وطيب ريحها
أينما حلت تفوح كرائحة الفل
والقرنفل , لا امرأة تعتاد الحانات ودور
الرذيلة , تبيع جسدها بثمن
بخص , ليعبث به الجبناء والضعفاء سرا في
الظلماء , فتجني على نفسها
وعلى غيرها , وتضيع مستقبل أمة بأكملها ,
وبالثالي لا نستفيد من
طاقاتها ومكاسبها , التي أغلقته ووجهته
صوب الموت
, حتى تكون
دفينته أحزانها , فتحرم نفسها وتحرمنا من أن نراها شعلة نضيء
بها طريقنا , إلى بر النجاة
والأمان . حيث لا عذر لها مهما حاولت أن تبرر
الأسباب والدوافع التي جعلتها
تنغمس في هذه الظلمات , ليتبرأ منها الذي
قد لا يبلغ مثقال ظفرها ,لو
أنها حافظت على نفسها .
وإذ نحن نلومك غيرة منا
سيدتي , فإنما نحب أن نراك تلك المرأة العربية
التي نفتخر بها جميعا , قرشية
اللغة , يمنية الحكمة , تقطر بالجمال
والكمال ظاهرا وباطنا .
مدون من الدار البيضاء
///////////---------//////////****
ذ محمد كوحلال ’’مراكش تايمز’’
منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, و ظل لمن لا ظل له, موقع الدراويش و
الله الموفق و السلام عليكم
كاتب مدون و
ناشط حقوقي مستقل, ولد الشعب 00212663575438
البريد
******
*****
الموقع على
اليوتوب:
*****
موقع ذ محمد
كوحلال / الحوار المتمدن / الدانمارك
********
موقع ذ كوحلال
/ عرب تايمز / أمريكا
***********

No comments:
Post a Comment