ذ. إبراهيم بايعيش
الجمال
إن كل
مخلوق في الكون يحب الجمال ,هذا السر الذي
أودعه الله سبحانه
وتعالى
في الإنسان فطرة ,والذي لا يمكن لأحد ألا يستشعره ,ولذلك فالناس
على
اختلاف أجناسهم , وثقافتهم , ونشأتهم , لاينكرون هذا الجمال, فقد
تغنى به
الشعراء في شعرهم والرسامون في ألواحهم, والكتاب في آدابهم ,
والفلاسفة
في جدالاتهم,وأكثر من هذا كله لا يستطيع عاقل أن ينكر هذا
الجمال,
إذ أن كل شيئا جميل يأخذ بلب الإنسان فتراه يهيم فيه , ويكتر من
ذكره , ولأن
كل جميل محبوب , وكل محبوب مرغوب فيه , فان الناس على
اختلافهم
يتذوقون هذا الجمال, ولأن خالق الجمال هو الله فهو جميل ويحب
الجمال,
وإذا كان المخلوق بجماله يبهر فكيف يكون خالق الجمال سبحانه .
هذه
النعمة التي لا يقدرها كنير من الناس ولا
يهتم بها إلا القليل ,
فمعظم
الناس يمر عليهم البدر مثلا كمر السحاب ,لا يتمتعون بجماله ,وليلة
, وليلة تمامه ,ولا يتدبرون في
همساته وسكونه , فهو يمر عليهم يتيما ,
ويختفي
يتيما , وكذلك الشروق والغروب , فقليلا ما يتمتع المرء بجمالهما
, وذلك لأن الشروق ولادة لغد جديد ,
والغروب ولادة لليل آخر مفعم
بالأحلام
والآمال , فيتأسف لذلك البدر والشروق والغروب , والطبيعة لعدم
اهتمام
الناس بالجمال الذي أودعه الله سرا لهم , وعلامة على وجوده سبحانه
وهذا
كله يرجع في غالب الأحيان إلى غياب التربية الجمالية, الروحية
,والحسية لكثير من الناس ,مما يؤدي
إلى تخلف الكثير عن مبدأ الحس والذوق
’ ولذلك فإننا نجد طبقة قليلة هي
التي تهتم بهذا الجمال ,كالشعراء
والكتاب,
والفنانون, إلى جانب البعض من الناس الذين يأخذهم الجمال .
إنني لن
أقول أ،ن الجمال وداعة وملكة في يد هؤلاء فقط من الناس , ولكن كل
إنسان
جميل وكل جميل محبوب وكل محبوب محب للجمال .فالرسام ثراه يحب مهنة
الرسم
فهو يبدع فيها وكذالك المعلم والفيلسوف , والشاعر , والأديب الكل
يبدع في
مجاله ليخلصوا جميعا إلى الجمال, وكل من هؤلاء إذا لم يكن الحب
في
مهنته وغايته الجمال, فلن تجد النكهة الجمالية في أعمالهم وذالك لأن
الجمال
لا ينحصر في ماذا أحب ,بل يتعداه إلى ماذا يحب الآخرين حتى نبدع
لهم
الجمال , لأنه لو ارتبط بذالك لما كان جميلا الإحساس به ,مما يجعله
شيئا يمكن التعبير عنه لأننا لا ندرك ماذا نرغب منه مما يجعله يسمو
سموا
رفيعا وهذا ما يجعله سرا يستحيل معرفة
ومرادنا منه , فنحن نشعر
بالجمال
, ونتغنى به , ونهيم به مع افتقادنا لسره , لأننا إذا اكتشفنا
سره
زالت حلاوته ,واندثر لبه , ولذالك فحلاوته في سره الذي لا يمكن
الاطلاع
عليه.
مدون من الدار البيضاء
*****
رابط مقال كتبته عام 2008 ترجمته عن جريدة فرنسية
أمراء الخليج شيوخ و نسوان وقمار
*****
عاش الوطن عاليا و
الشعب أبيا والملك بانيا
ذ محمد كوحلال ’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, موقع
الدراويش.
كاتب
مدون و ناشط حقوقي مستقل, ولد الشعب 00212663575438
******
*****
الموقع على اليوتوب:
*****
موقع خاص ذ محمد كوحلال ’’العنكبوت ’’ موقع لبناني يطل من استراليا
*****
موقع ذ محمد كوحلال / الحوار المتمدن / الدانمارك
********
موقع ذ كوحلال / عرب تايمز / أمريكا
***********
No comments:
Post a Comment