الربيع الثاني
كثيرا
ما يتساءل,هناك أسئلة تنخر عقله, أسئلة كثيرة وإجابات لا تسمن ولا
تغني من
جوع كل شيء كما هو , البحر هوا لبحر ,والليل هو الليل ,والفجر هو
الفجر ,
والعالم هوا لعالم ,كل هذا بالنسبة إليه لحظة من تاريخ يجتر فيها
دفاتره
,وأوراقه المبعثرة.
كل هذا
ماض متحد ومستقبل متحدى, يخطوا فيه خطوات ذات ترقب وحيرة, وقلق,
لست
أدري كلما خاطبني لمست في كلامه الخوف ,من المستقبل من الآخر , من
الغير ,
من الحياة , كلامه كله ألغاز , وكلماته مشحونة بالحيرة والقلق.
مرة نظر
إلى المرآة , والغريب فيه أنه يرتاح كثيرا كلما نظر إلى إليها ,
انه
غريب فعلا , ترددت في أن أسأله عن نظره العميق إلى المرآة فأجابني
بسخرية
؟ إن المرآة هي الوطن الوحيد الذي يمكنني أن أخترقه دون جواز سفر
, ولا حدود وأسافر فيه عبر نفسي
إلى العالم ,مرة رأيته ينظر إلى المرآة
وفجأة
أخد الحزن والكآبة يخيمان على وجهه البشوش ,لقد كسر المرآة التي
كانت له
سر الحياة , ونجوى يسامرها لتنسيه مرارة الحياة , لم أره يوما
بذلك
الحال , لقد يئس من الحياة .
قرابة
سنوات يطرح أسئلة ,ولا يجد لها جوابا ,
أسئلة متنوعة وأجوبة
مريضة,
تقربت منه وعاشرته وتأثرت به , وبأفكاره وتساؤلاته ورغبته وعزمه
على طرح
السؤال لعله يجد في أسئلته من يبلسم جراحه , وأحزانه.
انه على
الأقل يطرح السؤال, أوصاني قبل أن يموت ,أن أكون وفيا له في روية
المرآة
, كا نت الرؤية إليها تخيفني ,كنت أخشى أن أعرف منها حقيقة أمري
’لم أكن أرغب أن أراها , ترددت كثيرا
,وأخيرا عزمت على دخول تجربة معلمي
, نظرت ونظرت ....., ونظرت ,ولكن
لا أرى ما يراه , ومرت أيام وسنوات ,
وأخيرا
عرفت سره , واطلعت عليه , لقد كان في المرآة ديمقراطيا وعادلا ,
وفيلسوفا
, وشاعرا , وكاتبا , وعالم دين و أحيانا رجل سياسة , وأحيانا
قاضيا
,....... كل هذا كان بالنسبة له في المرآة عندا يريد أن يعبر عن
نفسه ,
لكنه إذا خرج إلى الواقع , وجد نفسه ذلك الإنسان البسيط المهمش
الغريب
,وجد أن العالم غير العلم والناس أصناف وأن الحياة هي تماما عكس
ما يراه
في المرآة.
***
قيمة الحب
ما أجمل أن نتساءل وما أجمل أن نحب وما وما
أجمل أن نجد من يحبنا , إنها
عبارات جميلة المعنى , رفيعة المنزلة , قلما
الذي يشعر بها , وبمعناها
ويجدها في واقعه , ويطبقها في حياته فكم
تغنى الشعراء بالحب , وكم هامت
قلوبهم , ودمعت عيونهم , وحزن قلبهم , إما
ببين أوهجر قد قدر..
وقليلا ما هم الذين يعرفون ويقدرون معنى
الحب , تلك النعمة العظيمة التي
يملكها كل كائن حي , تملكها الطبيعة عندما
تحضن بدرا عيها قطرات السماء ,
وعندما تبكي السماء لتبتسم الأرض وتحي وتلد
من جوفها زهورا وورودا تزهوا
معها الفراشات وترقص فوق البساتين , لتلد
فجرا تموج سماؤه عطرا وبهجة
وعيدا .
لكن هل كل من في الأرض يستطيع أن يحب ؟ وهل
كل حبيب محبوب ؟ وهل كل محبوب حبيب ؟.
إن الفضيلة والأخلاق والحسن والجمال والعطف
والحنان والإخلاص لا يمكن أن
تكون بغياب مبدأ رفيع , هو الحب , ولا وجود
للحب إذا لم يكن هناك أناس
يقدرونه ويعرفونه , ولذلك إذا أخدنا سيرة
امرؤ القيس مثلا أو جميل بثينة
أو غيرهم ممن قدروا معنى الحب وأخدنا نغوص في بحر قصصهم في هذا الزمان
قد يستغرب الكثير لحال هؤلاء الشعراء الذين
قدروا الحب والمرأة وأخلصوا
في حبها وتقديرها واحترامها وقدروها وأجلوها
لا لشيء سوى أنهم أدركوا
جمالية الحب فأخلصوا وأبدعوا فيه من خلال
هذه الجوهرة الغالية المرأة
وياله من حب لا تشوبه شائبة . ليس فيه طمع
من دنيا ولا خداع ولا غش ولا
خيانة , عرفوه فصانوه وأعزوه , واعتبروا ذله
عزة لهم ذلك لأنهم عرفوا
قدره فمارسوه بصدق وأمانة حتى قال امرؤ
القيس
أمر بالديار ديار ليلى وأقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
هذا هو الحب الذي تعتريه الأحاسيس الرقيقة
والشعور الجميل والأخلاق
والتقدير والاحترام والحب الذي افتقدناه
وأصبح كزبد البحر تحمله الرياح
أنى شاءت وأصبحنا نجتربه الماضي ونفلسف
ونفلسف بجهلنا الضعف , وأصبحنا من
كثرة ما افتقدنا الشعور به نحن إلى عظماء
التاريخ لنقرأ عن سيرهم ونطبقها
على شكل مسرحية فوق الخشبة , نحاكي بها
الأطلال ونفاخر بها الأجيال التي
تفقد عذرا معناه الحقيقي ,حتى أصبح بيد
الكثير نزوة ورغبة في تلبية شهوات
قذرة سرعان ما تذوب كما يذوب الثلج .
والغريب أن ثقافة الحب تتغير باستمرار عند
الضعفاء من جيل إلى جيل وتتغير
بذلك المبادئ والقيم وتتبدد كثيرا عما كانت
عليه
كاتب مدون من الدار البيضاء
*****
عاش الوطن عاليا و
الشعب أبيا والملك بانيا
ذ محمد كوحلال ’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, موقع
الدراويش.
كاتب
مدون و ناشط حقوقي مستقل, ولد الشعب 00212663575438
******
*****
الموقع على اليوتوب:
*****
موقع خاص ذ محمد كوحلال ’’العنكبوت ’’ موقع لبناني يطل من استراليا
*****
موقع ذ محمد كوحلال / الحوار المتمدن / الدانمارك
********
موقع ذ كوحلال / عرب تايمز / أمريكا
***********
No comments:
Post a Comment