Saturday, December 10, 2011

محمد سليمان شهيد مغرب الحكرة يراسل امه من لحده

رسالة من محمد سليمان إلى أمي : " لاتحزني، وتذرفي دمعة، فلقد إنتهى الظلم"
السبت, 10 ديسمبر2011
                                     والدة محمد سليمان وشقيقه
إسمي محمد سليمان، وسني توقف في السنة الواحد والعشرين، بسبب الظلم والقهر اللذان لم أستطع العيش معهما، وإن كانت لي أمنية أحققها بعد موتي، فهو أن أعود إلى الدنيا لأجفف دموع والدتي ووالدي، وحتى أقول لهما أني مرتاح من شيء إسمه الحكرة، فهنا ليس لدينا موظف يرتشي حتى يسمح لك بتجاوز القانون، وليس لدينا معتقل نعذب فيه لأننا نقول كلمة حق. أماه، إن العالم الذي أتواجد به الآن أرحم ملايين المرات من العالم الذي تتواجدين فيه، فهنا كل يأخذ حقه ولا أحد يحتاج إلى وساطة أو تزوير شهادة أو مال أو جاه، حتى يكون في منزلة أرقى وأفضل، كما أني يا أماه سأرتاح الآن من الابتزاز، سأرتاح من دفع الرشاوى، سأرتاح من كل ما هو فاسد.
                                         مكان سكن عائلة محمد سليمان
أماه، لا تحزني وتحسبي أني مت في ريعان الشباب، فلا الشباب دائم ولا الدنيا باقية، وإن لم أمت اليوم فإني متوفي غدا، وحسبي أني لم أمت مقتولا من أجل جرم اقترفته، بل كان موتي لأني كنت أود إعالة أسرتي ، من عرق جبيني، وإن كانوا يقولون يا أماه أني إشتغلت بالبنزين المهرب، فإني لم أجد له بديلا ولو وجدت لما رضيت بالقليل، ألا ترين يا أماه أن لا أحد يكره أن يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، ويده فوق كومة من المال، لكني ولدت وأنا وأنت وأبي وأخوتي في غرفة واحدة، وددت لو أني أستطيع تغيير حالي وحالكم، وددت لو استطعت أن أرد لك ولو القليل مما فعلته من أجلنا، لكن الظلم لم يملهني يا والدتي، وكان لي موعد لم أبرمجه.
أماه، أنا الآن حيث لا أحد أفضل من أحد ومن جاءك يعزي فأخبريه أن العزاء واجب فيه وليس في أنا، لأني لن أظلم بعد اليوم، ولن أقهر، ولن يدوس لي أحد طرف، فأنا اليوم مثل باقي البشر، وكما ولدتنا أمهاتنا عراة بدون ما يسترنا، نحن اليوم عراة إلا من أعمالنا، وقد ألتقي بمن كانوا لنا ظالمين، فلديكم في الأرض مثل يقول، إن غدا لناظره قريب.
أماه جففي دموعك وشدي من عزيمتك، فأنت أم محمد سليمان، لا يجب أن تلطمي خدا ولا أن تشقي ثوبا، قومي واستقبلي المعزين، وأخبريهم أن ابنك لم يمت، ابنك لن يموت، فالذي يموت هو الظلم، الذي إقتربت ساعته، أما أنا، فسأبقى في عقول وعيون الجلادين، سأبقى رنين يسمع صداه في قلوب الظالمين الجبناء، ومن كان بالأمس ظالما ستحين ساعته، فلا تحزني وجففي دموعك، ولا نامت أعين الجبناء
يونس أفطيط        HIIPRESS
**********
موقع خاص ذ محمد كوحلال ’’العنكبوت ’’ موقع لبناني يطل من سيدني / استراليا
موقع ذ محمد كوحلال / الحوار المتمدن / العراق
موقع ذ  كوحلال   / عرب تايمز / امريكا
البريد

No comments:

Post a Comment