الصومال.. وفضيحة العرب الكبرى .. سمير الحجاوي
2011-07-27
في الوقت الذي يموت فيه آلاف الأطفال الصوماليين كل يوم بصمت، ويعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن وكالات الإغاثة لا تستطيع الوصول إلى أكثر من مليوني صومالي يواجهون الموت جوعا في الصومال، تنشغل الحكومات العربية في معالجة الأوضاع الداخلية والسيطرة على الثائرين والمتمردين ومواجهة الثورات وتثبيت أركان الحكم والسلطة، وتمويل الحرب ضد الشعوب كما يحصل في سوريا وليبيا واليمن، في واحدة من أحلك مراحل الأمة العربية عبر التاريخ.
ويزيد من قتامة الوضع تجاهل العرب "عصر الفناء الصومالي" حيث يواجه 20 في المائة من الصوماليين خطر الموت جوعا، في واحدة من أبشع الأزمات العربية، فليس هناك ما اخطر وأبشع وأكثر مأساوية أن يفقد شعب من شخصا من كل خمسة بينما العالم يتفرج، ويتعامل مع ما يجري من بوابة "الجمعيات الخيرية" وعلميات الإغاثة المحدودة دون تدخل الحكومات بشكل مباشر.
من العار على الحكومات العربية أن يذهب وزير الزراعة الفرنسي لتفقد الأوضاع بنفسه في القرن الإفريقي، فيما يقبع وزراؤنا في مكاتبهم المكيفة ويتنقلون في سياراتهم الفارهة غير عابئين بالموت الذي يحصد الصوماليين وكأنهم من كوكب آخر وليسوا جزءا من الأمة العربية ومن الوطن العربي، ومن العار أن لا تفكر الحكومات والشعوب العربية بتسيير جسر جوي لإنقاذ الملايين بينما تتكدس أموالنا في بنوك الغرب "يأكلها الفساد والتضخم والإفلاسات وانخفاض قيمة الدولار.
ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف صومالي في مهب الريح، سنسال أمام الله عن أرواحهم التي تفيض جوعا كل يوم، فكل العرب مسؤولون عن "فناء خمس الشعب العربي الصومالي"، وعن ترك الصومال نهبا للعصابات المسلحة والحكومات الفاسدة والقبائل المتناحرة.
ويتحمل العرب مسؤولية ترك الصومال 20 عاما بين يدي المجهول والقتل المجاني، ويتحمل العالم كله مسؤولية إبادة الشعب الصومالي، وتتحمل القاعدة والحركات المسلحة وأباطرة الحرب وشيخ شريف شيخ احمد شخصيا ذلك .. كلهم يتحملون مسؤولية تحويل الصومال إلى "ارض خراب" تسقى من دماء الصوماليين وتسمد بأجسادهم.
الصومال يحتاج إلى حل عاجل عبر إقامة أول "جسر غذائي عربي" طارئ لإنقاذ الملايين، ويحتاج إلى حل جذري عبر التدخل العربي لوقف الحرب الطاحنة التي تبيد الصوماليين،وتدخل سياسي وحتى عسكري بالاتفاق مع الصوماليين الرافضين للحرب والراغبين بحياة كريمة إنسانية.
وعلى العرب معالجة الوضع في الصومال ووضع حد للحرب كما فعلوا في لبنان والسودان، وغياب المصالح "العربية والدولية "في الصومال لا يبرر إطلاقا تركه نهبا للموت والجوع.
موقع / عمون / الأردني
*********
روابط هامة
موقع خاص ذ محمد كوحلال ’’العنكبوت ’’ موقع لبناني يطل من سيدني / استراليا
موقع ذ محمد كوحلال / الحوار المتمدن / العراق
موقع ذ كوحلال / عرب تايمز / امريكا
بريد خونا كوحلال
Khllmouhamed8@gmail.com
التينيفو
0663575438
No comments:
Post a Comment