Monday, April 18, 2011

لماذا لا توجهون مشجعي كرة القدم للدفاع عن القدس؟


لماذا لا توجهون مشجعي كرة القدم للدفاع عن القدس؟2010
من قال إن شبابنا العربي الشاب مائع لا بل شديد الميوعة, لا هم له سوى للهاث وراءء المطربين و المطربات و السخفاء و السخيفات , لا أبدا؟ فهذا الشباب مليء بالحيوية و العنفوان و حتى العنف الجارف أحيانا, و مستعد أن يزلزل الأرض و ما عليها , لكنه بحاجة لمن طاقاته مكتملة في الاتجاه الصحيح.لقد شاهدنا كيف يتصرف الشبان العرب أتناء المبارايات. فهم أسود لا يشق لهم غبار , فهم قادرون على التمثيل ببعضهم البعض شر تمثيل بسواعدهم المفتولة و سكاكينهم المطوية, فيقتل من يقتل و يجرح من يجرح , و يشوه من يشوه. كل ذالك دفاعا عن شرف / الفوط بول / , فلا بأس أن يضحي شبابنا بأرواحهم و مستقبلهم من أجل الذود عن حياض كرة تتقاذفها الأرجل . و لا بأس أن تتجند وسائل الإعلام   في دولنا لشحن الشباب ليدخلوا في حروب ضروس لا تقل وطأة و شدة عن حروب داحس و الغبراء.
لماذا تستنفر كل وسائل إعلامنا و مؤسسات الهاتف الثابت و المحمول في العالم العربي لتشجيع مطربة أو مطرب يشارك في مسابقة غنائية في برنامج تلفزيوني من طينة / سوبر ستار / أو/ ستار أكاديمي / , و كأن الفائز سيصون الشرف الوطني / الرفيع / من الأذى , و ينقذ البلاد من ويلاتها , بينما تصمت وسائل إعلامنا صمت القبور على محنة الأقصى؟ ألم تثر ثائرة العالم كله بمن  فيه العرب عندما حاولت حركة طالبان الأفغانية هدم بعض تماثيل البوذية في البلاد. مع العلم أن تلك التماثيل لم تكن مقدسة بأي حال من الأحوال ؟مع ذالك حتى حكامنا و رجال ديننا و قتها تجندوا في خدمة اليونسكو لاتناء طالبان  عن نيتها هدم التماثيل  البوذية . و لم تمر نشرة أخبار في أي وسيلة إعلام عربية وقتها إلا و استهلت  أخبارها بتحركات طالبان لتدمير التماثيل المذكورة  و كأنها نهاية الكون؟
و السؤال إذن لماذا لا يتم توجيه إعلامنا و إعلاميينا / الفطاحل / و شيوخنا و مفتينا / الأفاضل / و شبابنا / البواسل / المستعدين لحرق الأخضر و اليابس و النابس و الهامس للدفاع قضايا أهم و أشرف بكثير من الدفاع عن كرة تتقاذفها الأحذية. أو تشجيع مطربة أجرت عمليات أكتر من كل جيوشنا العربية الغراء؟ أليس الذي يستطيع أن يدفع الإعلام و الشيوخ  و الشباب للتحرك بسرعة  للتحرك بسرعة البرق  ليملؤوا الدنيا ضجيجا و عنفا و دماء قادرا أيضا تحريك الفئات ذاتها للدفاع عن المقدسات؟لقد كان الفنان المصري محمد صبحي محقا تماما عندما غمز من قناة الحكومات و وسائل الإعلام و الشباب العربي قائلا // إن الشباب الغاضبين في مصر يمكنهم حماية الأقصى //  و أضاف بأن // الشواهد  الموجودة على الساحة ,و الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة  تؤكد أن المسجد الأقصى سوف يهدم هذا العام , مشددا على أن الجماهير الغاضبة   في مصر التي نزلت إلى الشوارع    لتعلن غضبها بعد أزمة مبارة الكرة بين منتخبي البلدين كفيلة بأن تحمي المسجد الأقصى , و أن تدافع عنه //.              
  بعبارة أخرى , إن المستعدين لخوض غمار المواجهة من أجل الكرة لقادرون أيضا على فعل أشياء تنفع الأمة و تحمي شرفها , لو أرادوا.
لكن هل يريد العرب فعلا تحرير أرضهم و الدفاع عن شرفهم و مقدساتهم , أم أن كل الكلام الذي نسمعه في وسائل الإعلام العربية عن الانتهاكات الإسرائيلية و الغضب العربي منها ليس إلا لذر  الرماد في العيون  و الضحك على الذقون , و الويل كل الويل لمن يفكر جديا في تحرير المقدسات من رقبة الصهاينة و أحذيتهم الثقيلة ؟ هل يغار العرب و المسلمون فعلا  على مقدساتهم , كما يتشدقون دائما ,أم أنهم لا  يعيرونها أي اهتمام  يذكر عندما يجد الجد؟ لقد شاهدنا كيف دنس و دمر الأمريكيون مئات المساجد في العراق, لا بل داسوا على القرءان , و تغوطوا , وتبولوا عليه في غوانتانامو و غيره, و لم نسمع صوتا هاتفا لا في السحر و لا في الفجر.
صحيحأن معظم الأنظمة العربية تشجع جيوشها على الانحلال و الترهل و الغرق في الملذات كسياسة عامة مدروسة بالتعاون مع أمريكا, بدليل أن بعض جيوشنا لم تصمد مؤخرا في وجه جماعات محلية بسيطة كبدت ألويتنا الجرارة مئات القتلى و الجرحى و الأسرى. و صحيح أيضا أن أنظمتنا تدفع الشيوخ باتجاه الحيض و النفاس و اللحية و شعر الرأس و فتاوى البول و الرضاعة. و صحيح أيضا أنها تدفع الشباب باتجاه الغناء و اللهو و المجون و المسابقات و الرياضة. لكن متى يثأر شيوخنا و شبابنا لشرفهم ليوجهوا طاقاتهم و حيويتهم باتجاه آخر يسجله  التاريخ بحروف م ذهب لا بحروف من خشب؟ هل فكر شبابنا يوما بتسخير جزء من عنفوانهم للقضايا الكبرى بدل الانغماس تماما في العبث و اللهو و المسابقات و الرياضة؟             
أكاد أجزم بأن دموعنا على المقدسات ليست أكتر من دموع تماسيح , بدليل أن أولى القبلتين و تالت الحرمين الشريفين على وشك الانهيار.  و ما الاحتفال بكنيس الخراب إلا مقدمة لتخريب الأقصى .و بدل أن يتنطع بعض الشيوخ للإفتاء بهدم المسجد الحرام و إعادة  بنائه لمنع الاختلاط بين الجنسين , كنا نتوقع فتوى لتحريض شباب الأمة للنفير من أجل المسجد الأقصى الذي يتعرض للهدم الفعلي بين ليلة وضحاها.أيهما أهم , برأيكم, منع الاختلاط في المسجد الحرام , أم منع انهيار المسجد الأقصى؟أخشى أن تكون الفتوى بهدم المسجد الحرام مجرد مقبلات تساعد العرب و المسلمين على  هضم الوجبة التالية المتمثلة بتسوية الأقصى بالأرض, و كأن السيد المفتي يقول لنا بطريقة غير مباشرة .. لا ضير في هدم المساجد حتى عن عمد, تعيشون و تأكلون غيرها. يا أمة ضحكت من نفاقها و عفنها و بلادتها و هزلها و خيانتها الأمم.
  الدكتور فيصل القاسم // إعلامي من سوريا
*******
روابط هامة

مغرب الثقافات و مغرب التناقضات موازين نموذجا

موقع ذ محمد كوحلال / الحوار المتمدن / موقع يساري ديمقراطي علماني
مراكش تايمز منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له ,و ظل لمن لا ظل له, و الله الموفق و السلام








No comments:

Post a Comment