Thursday, May 3, 2012

بريد مراكش تايمز / بحر الأبيض المتوسط مهد الحضارات وثقافات السلام

 ذ. صــالح شكـور
   لكونها جهة غنية وخصبة بمؤهلاتها وطاقاتها الجيدة, فإن حوض البحر الأبيض المتوسط نوات أورو إفريقي الذي بإمكانه أن يلعب دورا فعالا لأجل إرساء وترسيخ ثقافة السلام وخلق اقتصادا ممتازا.
إن الانتماء أو الانخراط أو الانضمام الحديث العهد لعدة دول متوسطية إلى الإتحاد الأوروبي الخمسة والعشرين غير عمليا الخارطة الجيو سياسية للمنطقة, الشئ الذي يدفع إلى التفكير في بناء وإعادة تشكيل أو تنظيم اتحاد جهوي قادر على تأليف جهود هؤلاء وأولئك من أجل تأسيس اقتصاد مستديم ومريح, البلدان المتوسطية مطالبة بتوحيد جهودها وفي الحين من أجل تأكيد أهمية ودور وجود مشترك 
جهوي من أجل إقامة ثقافة السلام في هذه المنطقة من العالم. الغني بتاريخه وحضارته وموارده البشرية, هذا الإرث البشري المزدهر على طول ضفاف  هذا البحر يستحق اهتماما خاصا, سيما ما يتعلق بالإستغلال السياحي الذي لا يجب أن يشوه ويفسد بيئته الغنية والمتنوعة.
هذا الإرث المشترك يستحق الحفاظ عليه بيقظة كبيرة لأنه يعتبر ضمانة لثقافتنا وأصالتنا العريقة.
         المنطقة المتوسطية الشمالية الشرقية, في طريق التقوية كحقيقة واضحة للمشاريع والتعاون المشترك الذي يخلق في كل مرة والذي يهدف التطور الاقتصادي والاجتماعي لكل واحد من بلدان الصفة. المنطقة المتوسطية الجنوبية على الرغم من أنها تملك من بين ما تملك أقدم إرث ثقافي وغني تاريخي إنساني, غير متساوي مثلما هو حال مصر, التي توجد للأسف بعيدا عن التعاون الغني من جيرانه في الشمال.
نعتقد أنه من الضروري أن نشكل في أسرع وقت ممكن, لأصالة متوسطية موحدة, شمال, جنوب, شرق, غرب وذلك بتأسيس في كل مرة توازن دولي وبالعيش مع أشخاص ذوي نيات حسنة, تابعين ومؤيدين للأديان الثلاثة : الإسلام والمسيحية واليهودية مثل ما هو حال المغرب, أرض التعايش السلمي.
إن ثمار روح التعايش التي ينعم بها المغرب, منذ أمد طويل, يجب تعطي المثل لدول المنطقة المتوسطية ليست فقط بحرا, ضفاف وشاطئ, ولكن كذلك وبالأخص أرضا غنية بالغابات ل,بالجبال, بالحيوانات وبالإرث الثقافي.
هذه السهول الخصبة تنتج فواكه جد متنوعة وخضر وحبوب. هذا التنوع الغني الذي يمكن أن يجعل منها إتحادا اقتصاديا مهما شرط أن يتآلف مع بقية أوروبا. البلدان النهرية تشكل كل واحد ة غنى مختلف الشئ الذي يعطي التنوع و التضاد في هذا الجزء من الأرض, جهة فريدة قادرة على لعب دور كبير في استقرار العالم وإرساء إقامة السلام.
يجب أن يكون المغرب واسبانيا في قلب هذه الإهتمامات لأنهم يشكلون قاعدة هذا التعاون وورشات التنمية المشتركة. بفضل موقعها الإستراتيجي وجودة صلة الوصل والممر الضروري بين القارات: الإفريقي والأوروبي. هذان البلدان محكوم عليهما بالتعاون بدقة كبيرة في كل الإتجاهات والمجالات من أجل ضمان حياة مريحة لمواطنيهم ومن أجل التحكم في استقرار المنطقة أو الجهة خاصة والعالم بأسره عامة. المضيق الرابط بين الضفتين أوروبا وإفريقيا يجب أن يكون بمثابة منار وصومعة (برج) للمراقبة لهذه البلدان. ويكون مستغلا بشكل مشترك مع كل الجيران حتى يجيز ليس فقط سلامة المنطقة لكن كذلك سلامة العالم بأسره.
 منتدى المستقبل الذي استضافه المغرب, هو في اعتقادنا طريق التحضير لهذا النوع من التعاون والشراكة الإقتصادية والإجتماعية التي تفرض بحدة إذا نحن أردنا الحفاظ على الوجه الجيو سياسي على المستوى العالمي , ومساعدة الدول التي تعاني اقتصادياتها من أجل تأهيل محتمل الذي يخضع لتطور المنطقة المتوسطية.
تأسيس دليل للمؤهلات, الطاقات, الإرث الغني والثقافات ضروري من أجل إحاطة العالم علما بما تزخر به هذه الجهة الجميلة التي تعتبر مركزا جغرافيا ضروريا للسلام.
وحكوماتنا مطالبة حاليا بمضاعفة الجهود لترفع الجهة المتوسطية من مستوى مؤهلاتها وطاقاتها وتساهم فعليا في التنمية والإزدهار السوسيو اقتصادي المحلي وذلك لاستقرار الساكنة وإعادة إحياء ثقافة السلام والتسامح الذي يعتبر حقلا خصبا بفضل نساء ورجال متسامحين بطبيعتهم.
مدير معهد التكنولوجيا     
الفندقية والسياحية بطنـجـة 
*****  

No comments:

Post a Comment