Wednesday, April 18, 2012

الضمير الصحفي الحي والرباني وأزمة الضمائر الغائبة وأموال الدنيا البخسة


هناك أناس يملكون قصورا وأموال مثلثة في البنوك أو فلل أو يخوتا أو طيارات أو شركات إقتصادية أو مراكز تجارية أو أسهما في شركات استثمارية أو فنادق أو سلسلة مطاعم.
 أما بالنسبة لي فأنا أغنى وأسعد من هؤلاء لأنني أمتلك سلسلة عمودي الفقري، وإحساسي، وقلبي، وموهبتي، وضميري المهني، وحراسة الحقيقة، وتوصيلها بأمانة وشفافية ناصعة للرأي العام، حتى لو كان الثمن هو بذل روحي فداءا لكل شخص بسيط لم يجد من يسانده في محنته، ليس هذا فقط، بل إعادة تصحيح أي مسار خاطئ للعدالة، بإبعاد الظلم والإستبداد والطغيان والإهانة عنه والعبور به إلى بر الأمان. 
 ضميري هذا أتشرف به، وأحترمه، وأقدره، وأجله، لأنني أخيرا وجدت نفسي التي لا طالما كنت أبحث عنها لسنوات طوال، وأنا راضية عن نفسي الآن حتى لو قطعوا رقبتي.
لقد إهتز وجداني هزا عنيفا، وبهذا لن أتخلى عن هذه الرسالة الغالية والثمينة التي حددتها لنفسي، ولن أقف خرساء كالأصنام، وسأطالب بحقوق جميع المظلومين والمغلوب على أمرهم، لأن الساكت 


عن الحق شيطان أخرس، وبهذا لن أكون شيطانا، لأنني  رفعت صوتي عاليا ضد جبروت أي ظالم وأي ديكتاتور، لأن رب الكون والعباد حرم الظلم على نفسه، وبحبي له وأنا أمته حرمته على نفسي أيضا، فكيف أسمح للطغاة الذين يكرههم رب العالمين بظلم أشخاص لا حول لهم ولا قوة.
 أي قوة هذه التي تحركني غير قوة ضميري الحي؟ وأي مكافأة معنوية أو مادية أتطلع إليها سوى إرضاء ذلك الضمير الحي الذي سيطر على كياني؟
 ومادمت على قيد الحياة سأرفع صوتي أعلى وأعلى وأعلى، حتى أصمك وأخرس كل جبار متغطرس، ولن أستسلم لأي كان في حياتي مهما كان مركزه أو طغيانه، أما لو مت فاذكروني بكلمة طيبة يرحمكم الله عليها، أما أنا فلست في حاجة لها لأنني أحببت ربي كثيرا وعرفته جيدا، ولست خائفة منه أو من الظالمين، بعد أن وجدت نفسي، لأنني أريد أن أكون صوتا لكل المظلومين البسطاء الذين لا صوت لهم، وهذه رسالة لا بد أن أوصلها بضميري الذي أفتخر به.
 وأنا مؤمنة برسالتي هذه، ومؤمنة بمعتقداتي أيضا، وسأدافع عن حقوق الإنسان البسيط، ولا يمكن للقطار أن يوقفني عنها الآن، فمهمتي هي نقل هذا الظلم مهما كان بشعا، بدقة وبدون عنصرية، وإعادة توجيه أي قضية فيها ظلم لأي كان وخصوصا البسطاء منهم.
 كما قالت الصحفية الأمريكية الراحلة "ماري كولفين" مراسلة صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية التي استهدفها قصف جنود "الأسد" هي وزميلها المصور الفرنسي "ريمي أوشليك" أثناء رصدهم الجرائم اللاإنسانية التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه في أواخر فبراير الماضي: "علينا أن نسأل دائماً إذا كان مستوى الخطر يضاهي أهمية القصة، ما هي الشجاعة؟ وما هي ظواهر التبجح؟".
 وقد كانت كل الإشادات التي انهالت عليها بعد مقتلها من أركان الصحافة البريطانية محقة كل الحق، فصحيفة "صانداي تايمز" وصفتها بأنها: "أمريكية أصبحت من أكثر صحافيي الحرب احتراما في فليت ستريت"، في إشارة إلى إسم الشارع التاريخي الذي كان مقراً للصحف البريطانية.
 ووصفها إمبراطور الإعلام "روبرت مردوخ" رئيس شركة "نيوز كوربوريشن" العملاقة المالكة لصحيفة "صانداي تايمز" بأنها "من أبرز المراسلات في جيلها".
وأوضح لقرائنا الأعزاء بأن النموذج "ماري كولفين" كانت ترصد وتنقل وتتابع كل أحداث الحروب والثورات، وانتقلت لتغطية الحقيقة في "سوريا" ومن قبلها "ليبيا" ومن قبلها "مصر" حيث ارتبط بها ثوار 25 يناير حين كانت ترصد وتنقل وتتابع، ومن قبلها في "تونس" مؤكدة أنه لم يعقها فقدانها لعينها في أثناء تغطياتها للحرب في "سريلانكا" سنة 2001 عن أن تواصل رسالتها. 
 أما ما أراه الآن في جزء كبير من الصحف فأسميه انعدام الضمير وانقلاب على الصحافة، التي أصبحت في عهد الديمقراطية أمة ذليلة لرأس المال وأمة ذليلة للإعلان، نهيك عن المنافسة التي جرفت الصحافة المغربية والمصرية إلى الفتن وإشباع الأساليب الخسيسة والرخيصة كما قيل قبل ذلك.
 وبصورة عامة فالصحافة أصبحت مشكلة في حد ذاتها وقد لا تقل خطورة عن الصحة والتعليم والزراعة والهندسة وغيرها، فقد ينتج عن الخطأ الهندسي المدني انهيار للمباني وقد يتسبب ذلك في موت عشرات أو مئات من الأبرياء و قد ينجم عن الخطأ الطبي والعلاجي أيضاً موت أبرياء من المرضي، ولكن الخطأ في الإعلام سوف تكون أضراره جسيمه وجراحاته عميقة قد لا تندمل في الوقت القريب، فالإعلام قد يتسبب في إفساد العلاقات بين الناس والدول وقد يقود أيضاً إلى التناحر والاقتتال بين القبائل أو الأفراد في التركيبة الاجتماعية، و لذلك كما يقوم أطباء الصحة بالإرشادات اللازمة لنظافة الخضر والفاكهة من الجراثيم و تجفيف البرك والمستنقعات لعدم توالد الناموس، فلابد لنا أن ندعو لصحافة نظيفة ولها ضمير لكي تعبر عن هموم وتطلعات جميع المواطنين وتحقق الرفاهية.
هناك بعض الصحف والقنوات الفضائية والوسائط الإعلامية اليوم يمتلكها أفراد يتحكمون في الرأي العام بداعي حرية الرأي، والرأي والرأي الآخر، والديمقراطية وهم ليسوا كذلك ومنهم قناة "الخنزيرة" و الفضائية "المصرية" ومن الجرائد لن تصدقوا فهناك جريدة "الأهرام" المصرية لسان الحكم الديكتاتوري هناك صحيفة "الشروق" الجزائرية لسان الجنرالات وهناك صحيفة "الدولية" الإلكترونية اليتيمة والقذرة التي تهاجم بلدنا وملكنا الثوري "محمد 6"  وطبعا كل الأخبار التي كانت تنشر وقتها عن "البصري" ليست مجاملات له لأن "محمد السادس" ملك الفقراء لا يقبل أي ديكتاتور أو أي ظالم، بل كانت عبارة عن شكايات واتهامات وأحاديث تقال على "البصري".
 وبعد وفاة "البصري" فر الصحفي "م" هاربا إلى "إسرائيل" ومن بعدها إلى "فرنسا" وعمل لجوءا سياسيا هناك، بادعائه أنه معارض لنظام ملكنا المحبوب "محمد السادس " وهو يعمل حاليا مراسلا لقناة "خليجية" . 
 ومن الجرائد التي فقدت مصداقيتها لعدم وجود ضمير عند المسئول عنها هناك "المساء" المغربية لصاحبها "نيني" الذي لم يسجن بسبب قوله كلمة الحق كما يدعي هو ومؤيدوه الغافلين، وإنما هو مسجون لمتاجرته بقضايا الفقراء وبيعه لقضاياهم لمن يدفع أكثر دون وجه حق.
 والنتيجة أن كل هذا يدل على أزمة الضمير الصحفي والجري وراء الأموال التي تغمض أعين الضعيفين أمثالهم لأنهم ليسوا قريبين من الرب العظيم، رب الكون والإنسان والحيوان والنبات والجماد.
 وهذه الأزمة أدعوها بإسم ثاني وهي "أزمة شرف" وهي التي دفعت بي إلى كتابة هذا المقال، وخصوصا بعد الثورة التقنية والمعلوماتية، فقد أصبح هناك ما يعرف بالصحافة الإلكترونية التي ستكون بعد ذلك بديلة للصحافة الورقية التي لن تكون موجودة بعد بضعة سنين، وستنقرض بعد انتشار الوعي والثقافة في كل البلدان.
 ولابد أن يعلم الغافلين أن رجال الإعلام هم ضمير الأمة وضمير الشعوب في كل بلدان العالم، وهم مسئولون مسئولية مباشرة عن الحرب والسلام ومسئولون أيضاً حتى عن العلاقات بين مكونات المجتمع الواحد ومطالبون بحمايته من فتن الخونة، وبذلك تكون الصحافة رسالة قبل أن تكون تجارة أو صناعة.
 وفي الختام فـ"حكيمة الوردي" لا تخشى ظالما، ولا لومة لائم، ولا تتاجر بقضايا الأمم، ولست أنا التي أعطي لضميري المسكنات أو المنومات، وقدوتي بعد ربنا في عملي هم: الإعلاميين الصحفيين المصريين "يسري فودة" وصديقتي "ريم ماجد" و"حمدي قنديل" و"إبراهيم عيسى" والمغربي "عبد الله البقالي" والأمريكية "ماري كولفين"، لأن في الأخير الضمير الحي والصدق والشفافية والنزاهة لا دين لهم ولا وطن لهم.
 وسأضل أبث مقالاتي وتقاريري الكاشفة للطغيان، للوصول إلى الحقيقة وإبعاد الظلم عن أي إنسان مهما كانت مكانته الإجتماعية.
 ومن هنا، فكل مقالة لي لن تكون المقالة الأولى التي أغامر  فيها، وإنما ستعتبر محطة من محطات بطولاتي الصحفية التي سأجازى عندها عند رب السموات والأرض، وسيكتبها التاريخ في أشرف صفحات مهنة المتاعب كما حصل مع المؤمنة بنقل الحقيقة الأمريكية "ماري كولفين"..      حكيمة الوردي     
*****
ذ محمد كوحلال ’’مراكش تايمز’’ منبر لمن لا منبر له, و صوت لمن لا صوت له, موقع الدراويش
 كاتب مدون و ناشط  حقوقي مستقل, ولد الشعب   00212663575438
******
***** 
الموقع على اليوتوب:
*****
موقع خاص ذ محمد كوحلال ’’العنكبوت ’’ موقع لبناني يطل من استراليا
*****
موقع ذ محمد كوحلال / الحوار المتمدن / الدانمارك
********
موقع ذ  كوحلال   / عرب تايمز / أمريكا
***********

No comments:

Post a Comment