سمعنا هذه الأيام عن قدوم لجنتين تفتيشيتين من انجلترا و فرنسا للمغرب من اجل لجل التحقيق في ما أسموه بالثقب الأسود في صندوق مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والتي يؤكد انه استنزفت عن طريقه العديد من الملايير من هذه المجموعة الاقتصادية المهمة ببلادنا او ما نسميه نحن بالسرقة والفساد الاداري والتسيب والفوضى في تدبير الشأن المالي وما يتم تبذيره من أموال طائلة في اطار الحفلات والأسفار والمناسبات و الأجور والخدمات الصورية والتعويضات المرتفعة التي يتوصل بها المسئولون والتي قد تصل إلى 30 مليون سنتيم وبعضها يصل إلى 100 مليون سنتيم شهريا.. هذا الى جانب التلاعب باقتصاد البلاد ومال المجموعة الشريفة الذي يسرق عن طريق تفويت الأشغال التي من الممكن القيام بها بأقل كلفة وفي وراش و اتوليهات المجموعة الى أشخاص نافذين عن طريق المتاولة جلهم مدراء متقاعدون وتربطهم ببعضهم علائق نفعية .. ذلك ان ظاهرة نهب وتبذير المال العام ليست عبارة عن ظاهرة عادية بل لها جذور تاريخية، لان الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الآفة الخطيرة هو نشوء فكر هجين وساقط يعتبر البلاد ضيعة خاصة لهولاء المسئولين يفعلون بها ة فيها ما يشاءون دون حسيب او رقيب ..
نؤكد ان هؤلاء السماسرة يستفيدون عن طريق الارتشاء والإتاوات واقتسام الغنائم في حين أن هناك مصالح قد تقوم بهذا النوع من الأشغال بأقل كلفة وأكثر مهارة كما هو الشأن بمصلحة الطبية باليوسفية التي تم بها إعدام إحدى أهم المصحات الطبية بالمغرب والتي أدت مهمتها على أحسن وجه منذ بداية اطلاق اشغال التنقيب بالمدينة في بدايات القرن الماضي والتي أفرغت وأتلفت أجهزتها وسكنتها أسراب البوم والقطط ومالك الحزين ...
ونود كذلك ان تمتد تنقيبات و تمحبصات هذه اللجنة الدولية للتقصي في حقيقة الصفقة المبرمة بين مدير الصندوق الداخلي للتقاعد مع تأمينات الوطنية و التي أبرمت في غياب ممثلي المتقاعدين وضدا على حساب صحة المتقاعد في صمت و سرية والتي رفضها المتقاعدون لما فيها من حيف في حقهم وذلك كوسيلة لنفض يدها من العامل الذي أفنى صحته وزهرة شبابه في خدمة الوطن و نرجو صادقين ان يعمق التحقيق والتمحيص في أسبابها ودواعيها والتي أصبحت مجالا يتلاعب به كل من هب ودب من عديمي المسئولية ولصوص المال العام والتي ننتظر بفارغ الصبر ان يعلن عن نتائجها و عرضها على الجهات العليا بالبلاد لا التكتم عليها لمعاقبة الخونة ولصوص المال العام الذين يستهترون بعرق العمال والطبقات الكادحة التي تتعب من اجل رفعة اقتصاد و مستقبل البلاد ..
ونرجوا صادقين ان لا تنحصر تحقيقات هذه اللجنة في دواليب الادارة العامة بل نتمنى ان تحط رحالها في مدينة اليوسفية وخريبكة و الجديدة واسفي والتحقيق في العديد من التجاوزات و سرقة المال العام التي يتم بطرق مختلفة وملتوية لانها استهتار بكرامة الإنسان و تاريخ البلاد وسمعتها.. وهذا يتطلب ارادة سياسية قوية تستهدف فضح هذه العمليات لا السكوت عنها لما لها من انعكاسات سياسية واقتصادية واجتماعية تتمثل في تبذير ونهب المال العام وقد تبدو هذه الانعكاسات واضحة حيث أن نهب الأموال وتبذيرها يعني بأنها لا تستثمر لفائدة المنطقة لانعدام المرافق العمومية وانتشار السكن غير اللائق وانتشار جرائم الوفيات المبكرة وانعدام المستشفيات مما يؤدي إلى ازدياد وفيات وحوادث الشغل ، وكذا تزايد الهجرة الداخلية والخارجية مع ما يرافقها من كوارث الى غير ذلك من الاكراهات مما يتسبب في الفقر والبطالة والجريمة وإقصاء الشباب ودر الرماد في العيون عن طريق البهرجة والحفلات المتواضعة والإعانات الهزيلة التي تمن علينا بها مديرية الاستغلالات المنجية بين مناسبة وأخرى ..
**وسنتعرض بالحلقة القادمة للحديث عن دواعي وملابسات إعدام عيادة م. ش. ف باليوسفية على ان يتم التعرض لشتى التجاوزات بكل المرافق الأخرى كالحراسة والمشتريات والصيانة وباقي الخدمات و التي نعتقد ان السيد المدير العام المحترم لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط لا يفطن لها لأن هناك من يوهمونه بان كل شيء بالمجموعة الشريفة 5/5
Zakaria idrissi
منتدى كلنا ضد مهرجان موازين / الفيسبوك
عنوان الموضوع من اختياري ولا علاقة لصاحب المقال به
No comments:
Post a Comment