Wednesday, May 16, 2018

من أخرج مشروع " المقاطعة" ؟ و ما هي أهدافه؟ ..


ذ محمد كوحلال
احتمالات عدة وللقارئ مجال واسع للتفكير، والموضوع صعب نوعا ما نظرا لصعوبة فك شفرته.
توطئة اللهم ارزقني فصاحة طه حسين وشجاعة خالد بن الوليد، و نضال تشي غيفارا وذكاء تشرشل:
 اكتفيت فقط بالمتابعة والتعليقات من باب السند ليس إلا.. المهم ناس المقاطعة مكشوفين، والغرض إسقاط الحكومة عن طريق القاعدة الجماهيرية، واختاروا هذه الوسيلة أي "سلاح المقاطعة". كأفضل حل بدليل  وسلس بالمقابل النقابات سكتت مند انطلاق المقاطعة، ولم تؤيدها بل اصطفت إلى جانب الحكومة لإبعاد الشبهة عنها، لكن أمرها سوف يكشف يوم فاتح ماي بمراكش، حيث كانت كل النقابات مع المقاطعة  بل رفعت شعارات قوية ضد الحكومة، و وصفتها بكل مواصفات العجز والتخاذل..الخ. وسأوضح لكم أكثر الوجهان المتناقضان للنقابات المغربية التي دخلت اللعبة من الباب المناسبـ، أي عيد الشغل .
"من باب التكرار " : خلال فاتح ماي بمراكش نشرت تقريرا عن التنظيم الكبير، والعدد الهائل والملفت للمتظاهرين النقابيين. أمر لم أشاهده إطلاقا مند أن شبت أظافري، وظهر الشعر تحت إبطي. والملفت أكثر الشعارات القوية جدا التي تهاجم الحكومة، وتصفها بأوصاف خطيرة، كما نشرنا على مدونة "مراكش تايمز "
 المهم ختاما اللعبة واضحة وقد وعدت قراء المدونة، أن انشر لهم تحليلا حول من وراء المقاطعة من باب التحليل و طرح الاحتمالات؟.البعض قد  يفهم والبعض الآخر لن يفهم، وعليه قراءة التحليل مرة ثانية، و يحلل معاني بعض الجمل و سوف يصل إلى النتيجة. لأن الفهم لا يحتاج إلا للتركيز ثم التفكير في المعاني وليعطي فرضيات وسوف يرى بنفسه أيهما  تنطبق مع المنطق. 
اشدد دوما ان السياسيين أغبياء و المقاطعة أكدت أنهم بلداء. تابعوا المقالة ولو انها طويلة لكنها مهمة جدا.
 متابعة شيقة ارجوها لكم.. اربطوا الأحزمة رجاء و اشربوا شاي:

 اللعبة أصبحت واضحة جدا ولا تحتاج إلى تحليل ولا بطيخ، فعندما يقوم موقع تابع لجهة رسمية ينشر فضيحة مدوية حول ضغط الحكومة على سانترال باش المغاربة ما يضصروش..الخ. وقناة رسمية تدعم  المقاطعة و تضرب الشركات والحكومة تحت الحزام. هذا بعد 3 أسابيع أي عندما ظهر لمن يهمهم الأمر ان مشروعهم "المقاطعة"  قد نجح بميزة 10 / 10. صحيح أن هذا  الإعلام الكارتوني  تأخر كثيرا ولكن الضوء الأخضر وصله بعد نجاح المقاطعة..الخ. إذن هنا يظهر أن من خلف المقاطعة، ماهي إلا جهة لها إمكانيات جد هامة وضخمة: ماديا بشريا إعلاميا..الخ. قلنا مرات عدة أن  الجراد الالكتروني التابع للباجدة، = الاخونجة ليست لهم الإمكانيات لإنجاح هذه المقاطعة إطلاقا. ثم ستلاحظون موقعا معروفا ينشر أشرطة كارتونية عن الحكومة  ينتقدها و يسخر منها..الخ. فذالك يؤكد أن هناك جهة واحدة هي التي حركت المقاطعة عن بعد بعد دراسة علمية دقيقة  من جميع الجوانب و أوجدت لها كل الدعم اللازم.
للتوضيح : التحليل  يتطلب أدوات أولا: متابعة الأحداث باستمرار.. ثانيا: البحت العميق في كل ما ينشر بخصوص المقاطعة بالصوت و الصورة " اليوتوب" و مواقع الأخبار. للأسف اغلب من يظهرون على اليوتوب تنقصهم الخبرة الإعلامية، وضعف مهول في التحليل في غياب الأدوات السالفة الذكر. حيث تراهم كلهم و بدون استثناء، يرددون نفس النغمة كل حسب إيقاع يناسبه داخل و خارج المغرب. فهم يعتمدون على جهة واحدة وعليه فتحليلهم غير سليم. يطنون ان فئة من الشعب استطاعت أن تصل بالمقاطعة لهاذ المستوى. مستحيييل مليون في المائة. لأن تعبئة ملايين الناس يحتاج إلى إمكانيات ضخمة مادية و بشرية، و وقت طويل لن تقدر صفحة أو صفحات تحركها مجموعة من الشباب على الموقع الأزرق التأثير على ملايين الناس في خلال أسبوع أو أسبوعين. بدليل ان البطيخ العربي 2011 الذي خرج من الفيسبوك تطلب مدة طويلة و شروط أوجدتها أمريكا في تونس من باب الصدفة التي تجلت في ضرب مواطن كان تاجرا جوالا من طرف شرطية. ومر على الحادث أسبوعا كاملا، وانتبهت واشنطن إلى ان الحادث يجب استثماره، لأنه بمثابة حظ عظيم حضر قبل الأوان، وسهل على الأمريكان مأموريتهم في قلب النظام التونسي. ومن تونس الخضراء تم طبخ البطيخ العربي بمختبر السفارة الامريكانية في تونس، بتعليمات من أوباما وبدأت التجربة لأن اوباما احضر في حقيبته إلى  البيت الأبيض مشروعين 1: تغيير انظمة عربية معينة بأخرى اخونجية معتدلة. مرسي مصر، احضروه من أمريكا، والغنوشي تونس، أحضروه من لندن، وبن كيران المغرب، التلميذ النجيب للوزير القوي على عهد الملك الحسن الثاني. أما ليبيا و سوريا فخطة أوباما تقسيمهما، ليبيا الغنية بالنفط، وسوريا المعادية لأسرائيل.. أي نعم. المشروع رقم  2: صنع فيروس اتش وان  في مختبرات أسي أي إي  وفي نفس الوقت صناعة المصل ليتم بيعه لألمانيا لتسويقه عالميا من أجل سد العجز الكبير التي كانت تعاني منه الخزينة الأمريكانية، والضحية كانت المكسيك. والمغرب كان ضحية المؤامرة، حيث أن وزيرة الصحة الاستقلالية بادو، أيام عباس الفاسي بذرت ملايين الدولارات لشراء الزفت ليتم إهماله في مستودعات وزارة الصحة دون ان تستفيد منه أي جهة إطلاقا.
 قلت بخصوص البطيخ العربي 2011  بعد تونس والمدة الطويلة حتى إسقاط نظام زين العابدين، ثم مصر ليبيا وأخيرا 20 فبراير في المغرب، أفشلتها باريس و واشنطن تماشيا مع مصالحهما بالمغرب.
خلاصة عامة: سياسيون متنطعون ولكن أغبياء، وشركات ظنت ان ظهرها محمي و لكنها اكتشفت أنها تستند على الورق.
صبت بنبات ضحك شديدة لبعض التصريحات، حيث أن الشركات المغضوب عليها شعبيا غاب عنها التعقل و حسن التواصل. و سقطت في الفخ سريعا لماذا؟؟:
 الشركات المغربية تفتقر إلى ناطق رسمي يكون مستشارا إعلاميا فصيحا يثقن فن الخطابة و الإقناع وخبيرا و متخصصا في علم الاجتماع السياسي و الاقتصادي..الخ.
ملحوظة هامة: المغاربة ضربهم داء اليأس، ولا يقدرون البتة على القيام بأي احتجاج بعد ما وقع في الحسيمة و جرادة.. أي ان الخروج إلى الشارع صار مكلفا، وهذا لا يعني الخوف بل فقط غياب المبادرة و الأسباب شتى منها : القلق اليأس الإحباط الذي ضرب الشعب المغربي، واكتفى فقط بالنت للتعبير عن غضبه و اليوتوب، حيث تم استغلال هذا المنسوب الفائض من الغضب الشعبي على كل الكائنات السياسية لتمرير مشروع المقاطعة. حقا أحسنوا الاختيار بطبيعة الحال. إذن  نيابة عن صحافة و نخبة و سياسيين و مناضلين صاروا عديمي الفائدة، إلا من اخذ الله بيده. و كانت صحافة الشعب حاضرة بقوة لإنجاح " مشروع المقاطعة ".
تذكير برقصات حزب الحمامة و حركاته التسخينية :
تذكروا الجولات المكوكية التي قام بها اخنوش لإشهار حزبه، قصد التفاعل مع الجماهير، و تخيلوا الميزانية الفلكية لهذه الأنشطة السياسية التي قام بها " حزب الحمامة " ظنا منه ومن خلفه أنهم سوف يجرون الشعب، والشباب خصوصا إلى صناديق الاقتراع. وهذا عمل يلزمه سنوات طويلة جدا حتى تعود الثقة للشباب عصبة المجتمع. فقد صار واضحا للعامة ان اخنوش سيكون رئيسا للحكومة  المقبلة خلال انتخابات مبكرة في حالة سقوط  حكومة العثماني، المصابة بالشلل السياسي الكامل مقابل ارتفاع مهول لمنسوب السخط عند الجماهير الشعبية على الحكومة المفلسة سياسيا و جماهيريا. ولكن فشلت خططهم لأن التخطيط المدروس يكون مبنيا على تنظير من مختصين أيضا يعتمد هؤلاء الجهابذة الخبراء على عامل المفاجأة.
بين مزدوجتين: يبدو لي و الله اعلم، ان هناك جهازين لهما نفوذ كبير جدا، يفترس كل منهما الأخر خلف الكواليس، ويصفيان حساباتهما وأحدهما اخرج  " مشروع المقاطعة" لضرب خصمه:
 لا حظوا جيدا الشركات المستهدفة: فالجهة التي نظمت المقاطعة تفاعل معها الشعب بسرعة قياسيا بالإمكانيات الهائلة التي رصت في الخفاء للمشروع، وتم تمرير المشروع عبر صحافة الشعب التي  يتصرف فيها خصوصا الموقع الأزرق و اليوتوب بينما التويتر فهو شبه غائب عن المغاربة..الخ. وتم إبعاد إعلام الصرف الصحي الرسمي تفاديا للشبهة ليظهر متأخرا على انه ساند الشعب مع العلم ان كل قنوات العرب و العجم تابعت المقاطعة مند انطلاقتها.. يحسبوننا أغبياء، وما نحن لسنا كذلك، بل نحن أذكى منهم، وأدهى منهم .. أي و الله..
قلت الشركات المستهدفة تم اختيارها بعناية فائقة: "شركة سانترال" للحليب و يقال أنها في ملكية فرنسا.. طزززز "بفتح الطاء". بلا فرنسا بلا بطيخ، الشركة فيها مساهمون مغاربة من علية القوم معروفين و مقامهم عالي جدا.. وبالتالي يتم إبعاد الشبهة والشك عن العامة لانجاح " مشرع المقاطعة". بدليل ان مدير الشركة وصف المقاطعين "بالخونة" . ومعنى الكلمة معروف عند العقلاء. فالخائن من يخون وطنه بالتخابر مع الخارج، أو يخون رب عمله،هو نفسه رب نعمته، أيضا هو سيد أسياده . فكروا جيدا في  أبعاد ما اقصده. الشركة الثانية للماء المعدني، وهي في ملكية رئيسة مجموعة رجال المال و الأعمال التي صار صيتها اكبر من حجمها. والشركة الثالثة خاصة بتوزيع الوقود و المحروقات، وهي في ملكية وزير، وأمين عام حزب، و رجل أعمال. أي مستثمر من العيار الثقيل بقبعة وزير. وهذه صفة دستورية تنافى مع صفته المهنية. فالمال يتحكم في السياسية. وإليكم باقة من الأسئلة و اترك لكم الأجوبة حتى تفهموا جيدا خلاصة ما كتب أعلاه. وحالما تجدون الأجوبة سأقول لكم:  حياكم الله و كل رمضان و انتم بخير.
 1 : "شركة سانترال" للحليب رفعت التسعيرة عام 2013  حتى 2018 و لم يحرك أحدا ساكنا  فلماذا إذن  يطرح " مشروع المقاطعة "  للتسويق الشعبي في هذا الوقت؟.
 2: بنيكران حرر أسعار المحروقات ودفن صندوق المقاصة، وترك الشعب فريسة للوبيات المحروقات بجشعها تنهش الشعب، وحققت الشركات أرباحا خيالية، فلماذا يطرح "مشروع المقاطعة" في هذا الوقت بالتحديد؟. 
3: بالله عليكم هل الجماهير الكادحة تستهلك المياه المعدنية، اللهم في المناسبات: زيارة مريض، أو عند السفر. لأن المنتوج لا يدخل إطلاقا و نهائيا في إطار الاستهلاك الشعبي مثل الحليب والخبز، و قنينة الغاز والسكر..الخ. ما معنى المقاطعة لمنتوج لا يسأل فيه الدراويش؟.

No comments:

Post a Comment