Friday, May 20, 2016

بروكسل ترشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل

صفحة جديدة من التوتر بين بلجيكا والكيان الصهيوني فتحتها بروكسل من خلال ترشيح البرلمان البلجيكي، الأربعاء الماضي، مروان البرغوثي، النائب الفلسطيني المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لنيل جائزة نوبل للسلام، في خطوة برلمانية هي الأولى على الصعيد الأوروبي.

وجاء في نص رسالة وجهها البرلمان للجنة الجائزة “نحن أعضاء البرلمان البلجيكي، من مختلف ألوان الطيف السياسي، في مجلسي النواب والشيوخ نعلن ترشيح مروان البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام.
النقطة الحساسة في بيان البرلمان والتي تشكل صفعة في وجه الكيان الصهيوني الفقرة التي تم وصفه فيها بأنه محتل، حيث قالت إن “مروان البرغوثي ممثل منتخب من الشعب الفلسطيني بطريقة ديمقراطية، يدافع عن حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة، وقد انخرط بنشاط لتعزيز التعددية السياسية والدينية، والسلام يتطلب حريته وغيره من السجناء السياسيين، وبشكل أعم الحرية للشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال منذ عقود.
وجاء في الرسالة أيضًا أن “منح البرغوثي الجائزة المرموقة من شأنه المساهمة في تحقيق حل الدولتين بعيد المنال وإحياء أمل لا غنى عنه للخروج من المأزق.
وقالت المحامية فدوى البرغوثي، زوجة مروان، والتي تدير حملة دولية للإفراج عن زوجها، إن “هذا هو أول ترشيح برلماني أوروبي لمروان، يتبعه العديد من الترشيحات البرلمانية الأوربية الأخرى.
الخلافات البلجيكية مع الكيان الصهيوني
وقعت سلسلة من الخلافات البلجيكية مع الكيان الصهيوني، آخرها تصريحات وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز 9 مايو الجاري، والتي اعتبر فيها أن تقدم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني يستدعي العمل على اتخاذ إجراءات لاستعادة الثقة، حيث انتقد ريندرز بعد لقائه برئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامن نتنياهو قيام الكيان الصهيوني بـ”توسيع المستوطنات وتدمير مشاريع إنسانية” لصالح الفلسطينيين، من بينها مشاريع بلجيكية، ” كما تم بحث ما يقوم به الكيان الصهيوني من عمليات إعادة اعتباطية ومراقبة لمواطنين بلجيكيين أرادوا دخول الأراضي الفلسطينية.
كما أعلن رينديرز دعم بلاده للمبادرة الفرنسية، مشددًا على أن عملية السلام تكمن في تطبيق حل الدولتين، الأمر الذي لم يلقَ قبولًا إسرائيليًّا، فالمبادرة الفرنسية يرفضها الكيان الصهيوني جملة وتفصيلًا.
وقبل عدة أشهر أعلن السفير الصهيوني جاك ريفاه في بلجيكا عن عدم رضاه عن برنامج أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي، الذي تشهد بلجيكا فعالياته، وهو الحدث الذي نظمته عشرات الجامعات العالمية؛ للفت الانتباه إلى سياسة الفصل العنصري الذي يمارسه الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين.
في ديسمبر الماضي قرر مهرجان الموسيقى والرقص الدولي الذي عقد في بلجيكا خلال شهر فبراير الماضي مقاطعة السفارة الإسرائيلية في بلجيكا، وأعاد للسفارة المبالغ النقدية التي كانت قد دفعتها له، مقابل رفع المهرجان شعارات للكيان الصهيوني في المهرجان، كما أنه لم يسمح للسفارة الإسرائيلية باستضافة المشاركين في المهرجان، الأمر الذي اعتبره الكيان الصهيوني مقاطعة ضد إسرائيل.
هذا وتدعو بلجيكا إلى مؤتمر اقتصادي في «بروكسل» لدعم غزة، وتمارس ضغوطًا على حكومة الاحتلال الصهيوني للسماح بدخول المواد الضرورية إلى غزة؛ لإعادة بناء آلاف المنازل التي هدمت في الحروب التي شهدها القطاع.
مروان البرغوث 
يحظى البرغوثي صاحب الـ 58 سنة، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان)، بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، ويعد رمزًا للمقاومة، ولا يزال البرغوثي فعالًا سياسيًّا وراء القضبان، وكثيرًا ما يوصف بأنه أحد القلائل المحتملين لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابن الـ82 عامًا، حيث أجرى مؤخرًا المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاعًا للرأي، أظهر أنه في حال إتمام إجراء انتخابات رئاسية فلسطينية، سيتفوق البرغوثي على عباس ومرشح حركة حماس، إسماعيل هنية.
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي سنة 2002، وحُكم عليه بخمسة أحكام بالسجن المؤبد، بعدما أُسنِدت له تهم، منها المسؤولية عن عمليات فدائية نفذتها كتائب شهداء الأقصى (الجناح المسلح لحركة فتح)، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين.
في عام 2010 حصل البرغوثي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية، وكتب البرغوثي رسالته في سجن هداريم، واقتضى إيصالها إلى خارج السجن سرّا نحو عام كامل عبر محاميه.
وصدر للبرغوثي مجموعة من الكتب خلال سنوات الأسر الماضية، وهي: “الوعد”، و”الوحدة الوطنية قانون الانتصار”، و” مقاومة الاعتقال.
ومنذ 3 سنوات أطلق نشطاء من جنوب إفريقيا، بلد المناضل الراحل نيلسون مانديلا، ومن جزيرة “روبين آيلاند” التي سُجن بها الأخير، “حملة دولية لإطلاق سراح مروان البرغوثي.
وأطلق ناشطون حقوقيون ونواب ومسؤولون فلسطينيون حملة عالمية لترشيح البرغوثي لجائزة نوبل للسلام في إبريل الماضي.
آلية الحصول على الجائزة
تُمنَح جائزة نوبل في 10 ديسمبر من كل عام لمن يقوم بأبحاث بارزة في مجالات معينة، كالفيزياء والكيمياء، أو لمن يبتكر تقنيات جديدة، أو يقوم بخدمات اجتماعية نبيلة، وتُعد أعلى مرتبة تكريمية على مستوى العالم.
وللحصول على الجائزة لا بد من الترشيح أولًا، ولا يتم الترشيح إلا لأشخاص على قيد الحياة، وحق الترشيح يكون للأشخاص الحاصلين على الجائزة من قبل، كالأرجنتيني أدولفو بيريز اسكيفيل الحائز على الجائزة 1980، والذي رشّح البرغوثي.
مخاوف الترشيح
يرى مراقبون أن ترشيح البرغوثي لنوبل قد يكون وراءه أهداف خفية، فترشيح البرغوثي من وجهة نظر البرلمان البلجيكي جاء على أساس قدرته على المساهمة في تحقيق حل الدولتين، الأمر الذي يتقاطع مع وجهة نظر اليسار الصهيوني، الذي يرى أيضًا في البرغوثي خليفة محتملًا لعباس؛ لتأييده لحل الدولتين ونبذه المفترض للعنف، وبالتالي تهدف الجائزة إلى فرض وجهة نظر معينة  قد لا يرغب البرغوثي في تبنِّيها، خاصة أنه مرشح قوي للرئاسة الفلسطينية، الأمر الذي قد يحدث نوعًا من الانقسام الشعبي الفلسطيني حوله، فالبرغوثي ينظر له كعامل موحد بين الفصائل الفلسطينية المنقسمة   عرب تايمز 

No comments:

Post a Comment